استولى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اليوم الأحد على بلدتين خاضعتين لسيطرة قوات البشمركة الكردية جنوب قضاء سنجار الواقع قرب الحدود العراقية -السورية، ما دفع سكانهما الأزيديين الى الفرار الى الجبال. وهاجم مسلحو التنظيم هذه المناطق الواقعة قرب الحدود العراقية - السورية منذ فجر اليوم، واشتبكوا مع قوات البشمركة الكردية التي تركت مواقعها وانسحبت الى داخل قضاء سنجار. وقال مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل غياس سوجي للصحافيين إن "قوات البشمركة انسحبت بالكامل من ناحيتي كرتازرك وملا خضر جنوب سنجار بعد ان هاجم مسلّحو داعش مواقعهم"، مضيفاً أن "أهالي الناحيتين نزحوا الى القرى والجبال والهضاب القريبة، فيما وصل قسم منهم الى قضاء سنجار، حيث ما زالت قوات البشمركة تفرض سيطرتها". ويعتبر هذا، ثاني انسحاب لقوات البشمركة من المدن التي فرضت سيطرتها عليها خلال يومين، بعد انسحابها من منطقة زمار الغنية بالنفط وسيطرة "داعش" على حقلين نفطيين في المنطقة. ويقطن سنجار والقرى المحيطة به وقضاء زمار، أقلية أزيدية ناطقة باللغة الكردية، يبلغ عددهم حوالي 300 ألف نسمة ويعيش معظمهم شمال العراق، لكنّهم يشكّلون 70 في المائة من سكّان قضاء سنجار، البالغ عددهم 24 ألف نسمة، التي تبعد 400 كلم شمال غربي بغداد بالقرب من الحدود مع سورية والتي ما زالت تستقبل عشرات الآلاف من النازحين التركمان الشيعة الذين فرّوا من قضاء تلعفر المجاور. وقُتل أمس السبت 52 شخصاً غالبيتهم من قوات الأمن العراقية وبينهم 16 من عناصر البشمركة الكردية، في اشتباكات وعمليات قصف في مناطق متفرقة في العراق، قضى خلالها أيضاً 37 مسلحاً من "داعش".