استولى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أمس على قضاء سنجار الواقع قرب الحدود العراقية السورية بعد انسحاب قوات البشمركة الكردية التي كانت تسيطر عليه، ما أدى إلى نزوح جماعي للسكان، بحسب ما أفاد مسؤول كردي محلي. ورفع مسلحو التنظيم أعلامهم على المباني الحكومية في هذا القضاء الذي تقطنه الأقلية الأزيدية بعد أن هاجموه وفجروه واشتبكوا مع قوات البشمركة الكردية، التي تركت مواقعها وانسحبت إلى منطقة جبلية خارج المدينة. وقال شهود إن تنظيم «داعش» استولى على بلدة زمار في شمال العراق وعلى حقل نفطي قريب منها بعد معركة مع القوات الكردية التي تسيطر على المنطقة. وأضافوا أن التنظيم حذر سكان القرى المجاورة على طول الحدود مع سوريا وطالبهم بإخلاء منازلهم مما ينبئ بهجوم مزمع. كما قال شهود إن التنظيم بسط سيطرته على بلدة سنجار في شمال العراق أمس في ثاني انتصار كبير على القوات الكردية في المنطقة. وذكروا أن السكان في سنجار يفرون من البلدة بعد مقاومة لا تذكر من جانب القوات الكردية لمقاتلي الدولة الإسلامية. ويمثل التنظيم -الذي اجتاح شمال العراق في يونيو دون مقاومة تذكر من الجيش العراقي الذي دربته الولاياتالمتحدة- أكبر تحد لاستقرار العراق منذ سقوط صدام حسين في عام 2003. وبعد أن هرب آلاف من الجنود العراقيين من هجوم «داعش» برزت الميليشيات الشيعية والمقاتلين الأكراد كخط دفاع حيوي ضد المتشددين المسلحين الذين هددوا بالتقدم نحو بغداد. وقال سكان إن القوات الكردية دفعت بتعزيزات تشمل القوات الخاصة إلى زمار حيث اشتبكوا مع مقاتلي «داعش» الذين وصلوا من 3 جهات على سيارات نقل مزودة بأسلحة. ورفع المتشددون الأعلام السوداء للتنظيم على المباني وهو إجراءعادة ما يتبعه عمليات إعدام جماعي للأسرى وفرض عنيف لأيديولجية حتى تنظيم القاعدة يجدها مفرطة. وأرجأت الحركة تقدمها للسيطرة على بغداد وتوقفت شمالي سامراء على بعد 100 كيلومتر شمالي العاصمة. لكنه يحاول تعزيز مكاسبه ويضع أنظاره على بلدات استراتيجية قرب حقول نفطية وعلى الحدود مع سوريا بحيث يمكن لمقاتليه التحرك بسهولة وجلب الإمدادات. ويستغل التنظيم التوتر الطائفي والاستياء من رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. ويصف منتقدون المالكي بأنه زعيم استبدادي وضع حلفاءه من الأغلبية الشيعية في مناصب مهمة بالجيش والحكومة على حساب السنة مما دفع كثيرا منهم لدعم «داعش» وغيرها من الجماعات المسلحة. كما أنه يواجه خلافات مع الأكراد. ولطالما حلم الأكراد بدولة مستقلة لهم وهو تطلع يغضب المالكي الذي كثيرا ما اختلف مع غير العرب بشأن الميزانيات والأراضي والنفط. وقال مسؤول في شركة نفط الشمال التابعة للحكومة المركزية في بغداد، إن مقاتلي «داعش» سيطروا على حقل عين زالة ومصفاة قريبة. وبسط المقاتلون بالفعل سيطرتهم على 4 حقول نفطية مما يساعد في تمويل عملياتهم. وقال التنظيم في بيان بموقعه على الإنترنت أن مقاتليه اقتحموا عديدا من المناطق المهمة التي تسيطر عليها العصابات الكردية والمليشيات العلمانية، حيث قتل وأُصيب العشرات من أعدائه وهرب المئات منهم تاركين أعدادا كبيرة من الآليات والعجلات وكمية ضخمة من الأسلحة والأعتدة غنيمة للمجاهدين. وأضاف البيان «سيطر الإخوة على عديد من المناطق وهي ناحية زمار ومنطقة عين زالة الغنية بالنفط» بالإضافة إلى 12 قرية أخرى. مشيرا إلى وصول سرايا الدولة الإسلامية للمثلث الحدودي بين العراق والشام وتركيا.