خلال عرض عسكري في الساحة الحمراء لمناسبة الذكرى ال 67 للانتصار على النازية، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة قوية الى المجتمع الدولي بعد ثلاثة أيام على توليه السلطة، مؤكداً أن بلاده «ستدافع عن حقوقها»، وداعياً الى احترام القوانين الدولية والخيارات المستقلة للشعوب «لئلا تتكرر مأساة الحرب العالمية» الثانية. وحذر من تجاهل مواقف روسيا التي «تملك كل الحق في حماية مواقعها والدفاع عن مصالحها ومواقفها. ولا ننسى انها فرضت مصير الحرب وحررت شعوب العالم». وشدد على أن «ابناء الأجيال الشابة في روسيا هم ورثة صانعي النصر على النازية»، واصفاً الروس بأنهم «جنود الحرية الحقيقيون». وأكد عزم بلاده على مواصلة انتهاج سياسة تهدف الى تعزيز الأمن العالمي. ودعا الرئيس الروسي الى «عدم تجاهل ظروف ولادة النازية»، معتبراً أن «الطموحات العدوانية للنازيين لم تواجه رداً جماعياً حينها بسبب تشتت البلدان واختلاف عقائدها، ما جعل البشرية تدفع ثمناً باهظاً لاخفاقها في نزع فتيل الحرب... ولا يحق لنا أن ننسى كيف ولدت النازية وترسخت وتمادت في عنجهيتها على مرأى العالم، قبل ان توحد القوى المناهضة للشر صفوفها في النهاية وتدحر العدو». وفيما شكل «يوم النصر» المناسبة العامة الكبيرة الأولى لظهور بوتين بعد توليه الرئاسة، وترافق مع اجواء انقسام داخلي بين مؤيديه ومعارضيه، لم يحمل العرض العسكري الضخم في الساحة الحمراء جديداً، إذ لم تعرض روسيا تقنيات عسكرية حديثة باستثناء مدرعات من طراز «ريس»، رافقت صواريخ «توبول» الاستراتيجية خلال مرورها امام منصة الشرف. وشارك في العرض 14 ألف عسكري ومئات الآليات في سلاح المشاة وقوات الصواريخ الضاربة وسلاحي الجو والبحرية، بينما حلّقت في سماء موسكو طائرات ومروحيات قدمت عروضاً. وبحسب تقليد متبع منذ العهد السوفياتي، افتتح العرض بوصول علم روسيا وراية النصر التي رفعت العام 1945 فوق مبنى الرايخ في برلين إلى الساحة الحمراء. وشاهد آلاف من الحاضرين والمدعوين نماذج أصلية من صواريخ «يارس» و»توبول- إم» الاستراتيجية التي تشكل نواة القوة الضاربة للقدرات النووية الاستراتيجية لروسيا. كما عرضت دبابات «تي 90»، وهي الجيل الأحدث للدبابات الروسية، ومدرعات «تيغر» التي تستخدمها وحدات الاستطلاع. ومرت أمام المنصة التي صممت لإخفاء ضريح مؤسس الدولة السوفياتية فلاديمير لينين، أرتال من قطع المدفعية الثقيلة ومنظومات صاروخية دفاعية متطورة من طراز «بوك» و»بانتسير» و»أس 400» التي سعت إيران طويلاً إلى اقتنائها، اضافة إلى صواريخ «اسكندر» الذكية المخصصة لتدمير أهداف برية. وعلى بعد مئات الأمتار عن الساحة الحمراء، تجمع أنصار الحزب الشيوعي الروسي للاحتفال بالعيد على طريقتهم، ورفعوا أعلام الدولة السوفياتية، ورايات الحزب التي تحمل المطرقة والمنجل. وانضم الى الحشد انصار المعارضة الليبرالية التي واصلت تنظيم احتجاجات اتخذت خلال الأيام الأخيرة شكل مسيرات ليلية حاشدة، أطلق عليها منظموها «نزهات جماعية» لتجنب اعتقال المشاركين فيها.