تشهد الساحة الحمراء وسط العاصمة الروسية اليوم، أضخم عرض عسكري احتفالاً بالذكرى ال65 للانتصار على النازية. ويشارك فيه قادة وزعماء من نحو40 بلداً، ما يعدّ أوسع حضور دولي للمناسبة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. كما تتميز احتفالات هذا العام بمشاركة وحدات عسكرية من بلدان الحلفاء، وهي المرة الأولى التي يسهم عسكريون غربيون في استعراضات في الساحة الحمراء. ولم يستبعد مراقبون أن يكون العرض الأكبر من نوعه منذ سنوات طويلة آخر العروض العسكرية التي تشهدها الساحة الحمراء للسنوات الخمس المقبلة، لأن السلطات الروسية تعتزم إغلاق الموقع حتى عام 2015 للترميم، استعداداً لاحتفالات مميزة في الذكرى ال70 للنصر. وفرضت موسكو تدابير أمنية مشددة داخل العاصمة وفي المناطق الفيديرالية، خصوصاً في منطقة القوقاز بعد بروز مخاوف من استغلال المناسبة لتنفيذ اعتداءات تفجيرية. وشهدت داغستان وانغوشيتيا خلال الأسبوعين الأخيرين تصعيداً قوياً في عدد الهجمات الدموية ونوعها، كان آخرها أول من أمس في منطقة ديربينت الداغستانية. وينتظر أن تغطي الطائرات الحربية الحديثة سماء موسكو خلال الاحتفالات التي سيتابعها كبار الضيوف من منصة خاصة حجبت ضريح الزعيم الشيوعي فلاديمير لينين في الساحة الحمراء. وقال مسؤول عسكري أن الطائرات وبينها المقاتلة «تي 50» أحدث القاذفات الاستراتيجية من الجيل الخامس، ستستعرض إمكاناتها في وقت تمر الأرتال العسكرية ووحدات الجيش أمام المنصة. وينتظر أن تعرض موسكو للمرة الأولى أيضاً، آليتين عسكريتين جديدتين تسلمتهما القوات الروسية هذه السنة، وهما طائرة التدريب والقتال «ياك-130» وراجمة الصواريخ والقذائف المضادة للطائرات «بانتسير». فضلاً عن الصاروخ الاستراتيجي بعيد المدى من راز «توبول-ام» الذي يعتبره خبراء روس «فخر صناعة الصواريخ في روسيا». كما تشارك في العرض أنظمة «أس 400» الصاروخية الحديثة، وطرز أخرى ظهرت في الأعوام السابقة. وكان الرئيس دميتري ميدفيديف وجّه رسالة شكر إلى قادة البلدان الأجنبية والضيوف الآخرين الذين أعلنوا نيتهم الحضور إلى موسكو للمشاركة في المراسم الاحتفالية. وتولي موسكو أهمية خاصة لمشاركة المستشارة الألمانية أنغلا مركل للمرة الأولى في المناسبة. كما يعتبر القائم بأعمال الرئيس البولندي بروتيسلاف كوموروفسكي من الضيوف «النادرين» أيضاً على المناسبة مع الرئيس الليتواني فالداموس اداماكوس. في حين اعتذر الرئيس الأميركي باراك أوباما لارتباطه بمواعيد أخرى. وعقد رؤساء بلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة لقاء غير رسمي أمس في موسكو على هامش مشاركتهم في الاحتفال. وأعلن سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي أن مدفيديف بحث مع نظرائه تفاصيل معاهدة «ستارت» الجديدة حول خفض الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والحدّ منها، التي وقعها مع نظيره الأميركي الشهر الماضي. كما تطرق اللقاء إلى مسائل حيوية تتعلق بنشاط المنظمة التي تضمّ روسيا وبيلوروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان وأوزبكستان وأرمينيا.