لم يعد يخفى على أحد بأن موقع تويتر أشبه بالمسرح، تقف وحيداً على خشبته وأمامك آلاف المشاهدين متعددو التوجهات والأفكار ومستوى الذكاء، يترصدون لكل كلمة وكل حرف. حتى وقت قريب كان مقدم برنامج (في المرمى) بقناة العربية بتال القوس يعيش مرحلة ذهبية من خلال تويتر، فهو قد كسب ثقة متابعيه بأسبقيته في أخبار عدد من الصفقات سيما (الزرقاء) منها، وتواصله الدائم بالأخبار الحصرية. غير أن تحدي بتال وعددٌ من متابعيه الذين يعتقدون بأن البرنامج لفق تصريحاً على لسان محترف الهلال السابق(إيمانا) غيّر فصول الود هذه وحولتها إلى حملة كبيرة تهدف إلى إنقاص رقم متابعي بتال من خلال عمل (انفلو) خاصة وأن بتال نفسه كان يؤكد بأن الرد المقنع سيكون في حلقة لاحقة غير أن الرد لم يكن مقنعاً سواء للرأي العام أو حتى لمخالفي بتال عبر تويتر، حيث استشهد بالمراسل الذي برر التصريح القضية بأنه لم يكن في المؤتمر نفسه بل كان (بينه وبين اللاعب لحظة خروجه) . الدرس الذي يجب أن نتأمله فيما حدث، أن التصادم ومواجهة الجمهور بهذا الشكل خاصة بعد انتشار الشبكات الاجتماعية التي رسخت مفاهيم الرأي الجماعي وتقويته قدر الإمكان أصبح أمراً ليس سهلاً على الإطلاق، فبتال وبرنامجه كان مثالاً - برأيي الشخصي- في المهنية والحيادية وعدم الدخول في صراعات الأندية كما هو حال البرامج الأخرى، لكن المواجهة مع الجمهور بهذا الشكل أظهرت البرنامج بشكل لايليق ومذيعه يبرر ويؤكد صحة التصحيح والمراسل يقسم بالله ويستحضر قصصاً أخرى - لم يكن الحديث مجالها- للظهور بمظهر الشخص المظلوم أمام المشاهد رغبة في كسب تعاطفه. سلطة الجمهور وقوة صوته وردة فعل مهيبة جداً والوقوف أمامها أشبه بالسباحة ضد التيار، والمهارة هنا ستكون في كيفية احتواء ردة الفعل هذه ومحاولة تجنب الصدام المباشر وإيجاد مخرج لتلافي الصدام الذي لو تم.. سيكون قاسيًا وقاسياً جداً.