دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان عملية خطف راعي كنيسة سيدة المعونات في بعلبك الأب وليد غاريوس المعروف باسم الياس مارون غاريوس في منطقة بعلبك، واعتبر أنه «على رغم إطلاقه سريعاً بمسعى من الحريصين على السلم الأهلي، فإن مثل هذا العمل غير مقبول على الإطلاق لكونه يعيد صورة بشعة من أبشع صور الحرب ونموذجاً لا يؤدي إلا إلى استفزاز المشاعر واستنفار ردود الفعل، في وقت لا يزال لبنان ينعم بحال من الاستقرار الأمني». وشدد سليمان على ضرورة تحرك النيابة العامة وتكثيف التحريات لاعتقال الفاعلين لتركيز الأمن وترسيخ السلم الأهلي». وكان غاريوس أطلق ليل أول من أمس بعد اختطافه لنحو أربع ساعات بهدف مبادلته مع الشابة بنين أحمد قطايا (مواليد 1990) التي تدعي عائلتها أنها اختطفت من قبل شاب مسيحي بقصد الزواج منها عن طريق الخطيفة بعدما اعتنقت الديانة المسيحية، كما تردد أن سبب الاختطاف يعود إلى قيام غاريوس بتعميد الفتاة بعد خروجها من منزل ذويها. وكان مجهولون يستقلون سيارتي «غراند شيروكي» لوناهما فضي وأسود اعترضوا في السادسة من مساء أول من أمس سيارة من نوع «تويوتا أفانزا» يقودها غاريوس على طريق بعلبك- مفرق بلدة مجدلون، وخطفوه، وتحركت القوى الأمنية التي واكبتها اتصالات سياسية وحزبية تولاها «حزب الله» عبر رئيس هيئته الشرعية الشيخ محمد يزبك الذي اعتبر أن عملية الخطف تستهدف الحزب. وأدت الضغوط التي مارسها الحزب إلى الإفراج السريع عن الكاهن وعودته إلى أبرشية بعلبك- دير الأحمر برفقة يزبك وكان في استقبالهما راعي الأبرشية المطران سمعان عطا الله الذي أكد في بيان عدم معرفته والأب غاريوس بمكان وجود الفتاة التي «التزمت بالدين المسيحي قبل ثلاث سنوات، وفي الأيام الأخيرة حاول والدها فرض الزواج عليها من ضمن عمليات الضغط، إلا أنها واجهت الأمر بالهرب إلى جهة مجهولة». ودان المركز الكاثوليكي للإعلام خطف غاريوس «والتعرض له بالإهانة والضرب، قبل أن يتم الإفراج عنه، بمسعى من المرجعيات الروحية في المنطقة، مشكورة». وأجرى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اتصالاً بسليمان مستنكراً عملية الخطف، ومتمنّياً الإيعاز الى الأجهزة القضائية بمتابعة الملف حتّى النهاية «لدلالاته خطيرة على التعايش في منطقة البقاع». ضبط اسلحة ومطاردة معتدين وفي السياق الامني، أعلنت قيادة الجيش في بيان امس، ان مديرية المخابرات ضبطت أمس في مرفأ طرابلس «ذخائر خاصة بالأسلحة الحربية الخفيفة، كانت موضبة داخل سيارة مستوردة والتحقيقات جارية بإشراف القضاء المختص». وأضاف البيان ان قوى الجيش، وعلى خلفية تعرض دورية لها الاحد الماضي لإطلاق نار من جانب عناصر مسلحة في منطقة حورتعلا - قضاء بعلبك، «تابعت عمليات دهم ومطاردة أماكن المعتدين في المحلة والجرود المحيطة وأوقفت عدداً من الأشخاص المشتبه بهم، كما ضبطت كمية من الأسلحة والذخائر الحربية الخفيفة والأعتدة العسكرية، وكمية من المخدرات وعدد من السيارات والدراجات النارية غير القانونية، ويجري تعقب باقي المتورطين في الاعتداء».