واشنطن - أ ف ب - كشفت سلطات مكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدة أمس، إحباط مخطط لتفجير انتحاري من «تنظيم القاعدة في اليمن»، قنبلة وضعت داخل ملابس داخلية، على متن طائرة تجارية، وذلك بعد سنتين ونصف السنة على تنفيذ محاولة مماثلة نسبت إلى التنظيم نفسه. وأعلن مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب عثور أجهزة في اليمن أو بلد قريب قبل نحو عشرة أيام على العبوة الناسفة في مكان لم يحدده، فيما أوضح مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) أن العبوة ضبطت في الخارج. وأكد أن أي «طائرة تجارية وأي أميركي أو حليف لم يتعرض لخطر». وحاول «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» مرات سابقاً استغلال ثغرات في أمن الطيران لتفجير طائرات تجارية متجهة إلى الولاياتالمتحدة. وأرسلت في تشرين الأول (أكتوبر) 2010، قنابل أخفيت داخل ماكينات طباعة في طائرة شحن، ولكنها ضبطت. أما الحادث الأكثر خطورة فحصل يوم عيد الميلاد عام 2009، حين فشل النيجيري عمر فاروق عبد المطلب في تفجير عبوة أخفاها في ثيابه الداخلية على متن طائرة نفذت رحلة من أمستردام إلى ديترويت وعلى متنها 290 شخصاً. وهو حكم عليه في 16 شباط (فبراير) الماضي بالسجن المؤبد. وأوضح المسؤول الأميركي أن «العبوة تشبه تلك التي يصنعها المتشدد السعودي الهارب إبراهيم حسن العسيري لحساب القاعدة في اليمن، لكنها أكثر تطوراً من التصميم الذي اعتمد يوم عيد الميلاد 2009 إذ لم تكن العبوة معدنية ما يمنع كشفها عبر أجهزة الرصد المغناطيسي. كما زودت آلية متطورة لضمان انفجار الشحنة، ما يعني أن التنظيم يكيف أساليبه وتكتيكاته»، علماً أن مسؤولين أميركيين قالوا أخيراً إن «القاعدة في جزيرة العرب تعمل لتصميم عبوات ناسفة يمكن زرعها في أجساد انتحاريين وأن أطباء مستعدون لإجراء عمليات جراحية لهذه الغاية». وكان الزعيم الراحل ل «القاعدة» أسامة بن لادن أعلن مسؤولية التنظيم عن محاولة اعتداء 2009، ما شكل إخفاقاً خطيراً لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أمر بإعادة النظر في أساليب وكالات الاستخبارات، وتعزيز تدابير الأمن في المطارات. أعلن البيت الأبيض أن أوباما «أبلغ بمشروع الاعتداء الجديد في نيسان (أبريل) الماضي، ما جعله يطلب من وزارة الأمن الداخلي وأجهزة الاستخبارات اتخاذ كل التدابير الضرورية لتأمين الحماية من اعتداء مماثل». واعتبر البيت الأبيض أن المحاولة «تؤكد ضرورة أن نبقى يقظين حيال الإرهاب في الولاياتالمتحدة والخارج». وعززت «القاعدة» وجودها جنوب اليمن وشرقه، مستغلة ضعف السلطة بعد انتفاضة شعبية استمرت أكثر من سنة، وأدت إلى تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأوضح مسؤول أميركي كبير أن «المكاسب الجديدة سمحت بإنشاء التنظيم مخيمات تدريب إضافية»، لافتاً إلى أن «القاعدة في اليمن لا تزال عازمة على توجيه ضربات في اليمن والسعودية والولاياتالمتحدة وأوروبا». على صعيد آخر، رفضت السفارة الأميركية في لندن منح البريطاني أحمد عبد الله، المولود في مدينة باري بويلز، تأشيرة زيارة للولايات المتحدة مع عائلته، بحجة تشابه اسمه مع عبد الله أحمد عبد الله القيادي المطلوب في تنظيم «القاعدة»، والذي رصدت واشنطن 3 ملايين جنيه استرليني ثمناً لرأسه، باعتباره متهماً بشن هجمات بالقنابل على سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998. وأفادت صحيفة «ذي صن» بأن «عبد الله خسر 3500 جنيه استرليني انفقها لشراء تذاكر الطيران والإقامة من اجل قضاء عطلة مع عائلته في فلوريدا كان من المقرر أن تبدأ اليوم، بعدما ابلغته السفارة الأميركية ان مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) يحتاج الى 3 اشهر للتدقيق في اسمه بعد أخذ بصمات أصابعه وجواز سفره».