أعلنت الولاياتالمتحدة إحباط مشروع اعتداء انتحاري جديد ينطوي على تشابه مع محاولة الملابس الداخلية المفخخة يوم عيد الميلاد 2009 لتفجير طائرة مدنية متوجهة إلى الولاياتالمتحدة أعدها الفرع اليمني لتنظيم القاعدة. وذكر مكتب التحقيقات الفدرالي (إف.بي.آي) إن المشروع هو تكرار لمحاولة اعتداء أحبطت يوم عيد الميلاد في 2009 وقام بها الفرع اليمني لتنظيم القاعدة، في الذكرى الأولى لمقتل أسامة بن لادن في باكستان خلال عملية نفذتها مجموعة كومندوس أميركية في الثاني من مايو 2011. وفي تلك الفترة، حاول النيجيري عمر فاروق عبد المطلب (23 عاما) تفجير طائرة كانت تقوم برحلة من أمستردام إلى ديترويت عبر إخفاء متفجرات في ملابسه الداخلية. وقد منيت محاولته بالفشل لأن العبوة لم تنفجر واندلعت فيها النار فقط، فألحقت حروقا خطرة بعبد المطلب الذي ألقى مسافرون وطاقم الطائرة القبض عليه. وأحبطت المؤامرة هذه المرة على الفور، حتى لا يتعرض احد للخطر، كما أعلن البيت الأبيض وأجهزة الشرطة التي كشفت القضية أمس. واكتفى مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب لم يشأ الكشف عن هويته في تصريح له بالقول "لم تتعرض أي طائرة مدنية وأي أميركي أو حليف للخطر". وأضاف هذا المسؤول أن المحققين يتفحصون عبوة متفجرة "كان سيستخدمها انتحاري على متن طائرة مدنية"، أما مكتب التحقيقات الفدرالي فقال من جهته انه تبلغ معلومات في هذا الشأن في الخارج، لكنه لم يحدد في أي بلد. كذلك لم تتضح الظروف التي أحبطت خلالها وكالة الاستخبارات الأميركية المؤامرة. لكن مسؤولين أميركيين أوضحوا مساء أمس أن مشروع الاعتداء كان يستهدف بالتأكيد طائرة مدنية متوجهة إلى الأراضي الأميركية. واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في نيودلهي أن إحباط هذه المؤامرة الجديدة يؤكد الطابع "الوضيع والإرهابي" لأعمال يعرب متطرفون مسلمون عن استعدادهم للقيام بها. وأضافت كلينتون "هذا يذكرنا بضرورة التيقظ في بلادنا وفي الخارج لحماية أمتنا وحماية البلدان الصديقة والشعوب، كالهند وسواها". وحاول تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، المنتشر في اليمن، مرات عدة في السابق تفجير طائرات مدنية متوجهة إلى الولاياتالمتحدة. وفي أكتوبر 2010، ضبطت قنابل كانت مخبأة في طابعات على متن طائرات شحن. لكن التهديد الأخطر حصل يوم عيد الميلاد 2009 عندما قام عبد المطلب الذي سافر من اليمن بمحاولته. وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في 16 فبراير. وأوضح المسؤول الأميركي لمكافحة الإرهاب "أن المحاولة التي أحبطت أخيرا شبيهة بخطة عيد الميلاد 2009 مع بعض الفروقات الجديرة بالاهتمام". واعتبر هذا المسؤول أن "العبوة لم تكن معدنية. كانت تختلف بشكل طفيف عن العبوة التي استخدمت في محاولة عيد الميلاد 2009. وهذا يؤكد أن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يبدل حسب الحاجة طرائقه وأساليبه". لذلك كان من الصعوبة بمكان العثور على العبوة في المطار. وأشار مكتب التحقيقات الفدرالي إلى أن عملية الشرطة تمت "بالتعاون الوثيق مع شركائنا في أجهزة الاستخبارات والأمن في الخارج". وفي هذا المجال أيضا لم يقدم إيضاحات. وأضاف مكتب التحقيقات الفدرالي أن "التحاليل الأولية تؤكد أن هذه العبوة شديدة الشبه بالقنابل اليدوية الصنع التي استخدمتها القاعدة في الجزيرة العربية في محاولات الاعتداء التي قامت بها ضد طائرات ولمحاولات الاغتيال". وقد شكل الاعتداء الذي أحبط في 2009 نكسة كبيرة لإدارة الرئيس باراك أوباما الذي أمر بتجديد أساليب عمل وكالات الاستخبارات وتشديد التدابير الأمنية في المطارات التي أدت إلى استخدام أجهزة المسح الجسدي. وأشار البيت الأبيض أمس إلى أن أوباما "أحيط علما بهذا المشروع في أبريل"، وأبقي على اطلاع دائم على تطوراته منذ ذلك الحين. وأوضحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كايتلين هايدن "حتى لو أن الرئيس تلقى تأكيدات بأن العبوة لا تشكل خطرا على الجمهور، فقد طلب من وزارة الأمن الداخلي وقوات الأمن وأجهزة الاستخبارات اتخاذ كل التدابير الضرورية للتحوط ضد هذا النوع من الاعتداءات". وأضافت أن هذه المحاولة "تؤكد ضرورة السهر الدائم لمكافحة الإرهاب هنا (في الولاياتالمتحدة) وفي الخارج". وقد عززت القاعدة وجودها في جنوب اليمن وشماله، مستفيدة من ضعف السلطة المركزية نتيجة انتفاضة استمرت أكثر من سنة وأدت إلى تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال مسؤول أميركي كبير أن "المكاسب التي حققتها القاعدة على الأرض أتاحت لها إقامة معسكرات تدريب إضافية". وأضاف أن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية "ما زال عازما على ضرب اليمن والسعودية والولاياتالمتحدة وأوروبا".