واشنطن - يو بي آي، أ ف ب، رويترز - أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما انه بات من الصعب شن تنظيم «القاعدة» شن هجمات كبيرة على الولاياتالمتحدة بعد القضاء على عدد كبير من قياداتها. وقال لشبكة «إي بي سي نيوز»، رداً على سؤال عن مدى قرب الولاياتالمتحدة من القضاء استراتيجياً على «القاعدة»: «أنجزنا خلال السنوات الماضية أكثر مما فعلناه خلال 10 سنوات»، مشيراً إلى أن الأهم كان القضاء على زعيم التنظيم أسامة بن لادن في أيار (مايو) الماضي، فيما قتل القيادي في «تنظيم القاعدة باليمن» أنور العولقي الأسبوع الماضي. وزاد: «قضينا على معظم قادة القاعدة التي وصلت إلى مرحلة لا تستطيع فيها استبدال العملاء المدربين والماهرين». وأشار الرئيس الأميركي إلى انه «بسبب طبيعة مجتمعنا المفتوح، سنكون دائماً معرضين لاحتمال شن هجوم إرهابي، ولكن كي تستطيع القاعدة تنفيذ عملية ذات تمويل كبير مثل اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، سيصعب عليها ذلك الآن، على رغم أنها لا تزال خطرة، ولا تزال عدونا الرقم واحد». على صعيد آخر، بدأت في ديترويت بولاية ميشيغن محاكمة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب المتهم بتنفيذ محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب فوق الولاياتالمتحدة في 25 كانون الأول (ديسمبر) 2009. وسيجرى هذا الأسبوع اختيار هيئة المحلفين لمحاكمة عبد المطلب الذي يواجه تهمة محاولة قتل حوالى 300 شخص على متن رحلة تابعة لخطوط «نورث ويست إرلاينز» اتجهت من أمستردام إلى ديترويت. وستكون المحاكمة محط أنظار لأنها تلي قتل الإمام العولقي الذي لمّح مسؤولو الاستخبارات الأميركية مرات إلى صلته بمخطط التفجير. وتخلى عبد المطلب (24 سنة) عن محامييه مصراً على تمثيل نفسه أمام المحكمة، على رغم أن القاضية نانسي ادموندز حضته على ترك أمر الدفاع عنه إلى محام. وهي عينت محامياً لمساعدته في إعداد مرافعته، لكن عبد المطلب سيفتتح مرافعته بنفسه وسيستجوب الشهود خلال المحاكمة التي يتوقع أن تستمر أسابيع. وفشل مخطط عبد المطلب حين لم تنفجر المواد الناسفة المثبتة في ملابسه الداخلية، بل أشعلت حريقاً سمح للركاب وأفراد الطاقم بالسيطرة عليه. وأثارت العملية قلقاً دولياً دفع الولاياتالمتحدة إلى تعزيز إجراءات الأمن والمراقبة في المطارات واللجوء إلى تفتيش الركاب يدوياً وتوسيع لوائح حظر السفر. كما تعرضت وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) لانتقادات لأن والد عبد المطلب، وهو مصرفي نيجيري بارز، سبق أن حذرها من تنامي ميول التشدد الإسلامي لدى ابنه. وظل عبد المطلب هادئاً خلال غالبية جلسات الاستماع التي سبقت المحاكمة، ولكنه بدأ يفقد أعصابه مع اقتراب موعد المحاكمة، وقال مرة إن «المسلم لا يخضع إلا لشرع الله، وحينما سار إلى المحكمة خلال جلسة سابقة عقدت في 15 أيلول (سبتمبر) الماضي صاح: «أسامة (بن لادن) لا يزال حياً». وسلط مخطط عبد المطلب الضوء على اليمن، حيث ينظر المسؤولون الأميركيون إلى «تنظيم القاعدة في بلاد العرب» باعتباره تهديداً لا يقل خطورة عن القيادة المركزية للتنظيم في باكستان وأفغانستان. وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي بأن «الولاياتالمتحدة تنشئ مجموعة جديدة من قواعد الطائرات من دون طيار في شرق أفريقيا والمحيط الهندي كي يتسنى لها استهداف القاعدة في اليمن والصومال بشكل افضل». إلى ذلك، دفع رضوان فردوس الذي اعتقله مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) الأربعاء الماضي، ببراءته من تهمة التخطيط لمهاجمة مقري وزارة الدفاع (البنتاغون) والكونغرس باستخدام طائرات صغيرة مفخخة يجرى التحكم فيها من بعد. وأرجأ قاضي محكمة ووركستر (ماساتشوستس) قرب بوسطن التي مثل فردوس أمامها، جلسة مناقشة طلب الدفاع الإفراج غير المشروط عن المتهم إلى 20 الشهر الجاري، علماً أن المتهم يواجه عقوبة السجن المؤبد. وتعتبر هذه القضية الأولى المرتبطة بمواطن اعتقل في مكمن نصبته له الشرطة الفيديرالية، في وقت تعزو السلطات هذا الأسلوب إلى الصعوبة التي تواجهها في مكافحة الإرهاب.