عقد مجلس النواب الليبي المنتخب أمس، جلسته التشاورية الأولى في مدينة طبرق برئاسة العضو المنتخب عن بنغازي أبوبكر بعيرة، أكبر الأعضاء سناً، الذي أكد أن الجلسة الافتتاحية الرسمية ستُعقد غداً في المدينة ذاتها، فيما تولى العضو المنتخب عن دائرة حي الأندلس في طرابلس مصعب العابد مهمة المقرر العام باعتباره الأصغر سناً، وفقاً للإجراءات القانونية. وقال بعيرة أن «هذه الجلسة عُقدت استجابةً لرغبة ملحّة من أغلب النواب بضرورة عقدها عاجلاً بسبب مقتضيات المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن». وأبلغت مصادر برلمانية «الحياة» أن 166 عضواً حضروا الجلسة من مجموع الأعضاء ال188 المنتخبين، في حين أبدى عدد آخر من النواب رغبتهم بالحضور لكن صعوبة الوصول إلى طبرق حالت بينهم وبين هذه الجلسة، لذلك تقرر أن تكون الجلسة الافتتاحية الرسمية غداً، في تلك المدينة وليس في طرابلس كما يريد رئيس المؤتمر الوطني المنتهية ولايته نوري بوسهمين، ولا في بنغازي التي تقرر أن تكون المقر الرئيسي للبرلمان، نظراً لتردي الوضع الأمني فيها. وبدأت الجلسة بلقاء تعارف وتشاور بين أعضاء البرلمان الذين يلتقون لأول مرة، بينما لم يحضر 12 نائباً من الدوائر التي لم تُجر فيها انتخابات، إما بسبب مقاطعة الأمازيغ بسبب إصرارهم على دسترة اللغة الأمازيغية، وإما بسبب انعدام الأمن في منطقة الكفرة وتحريم متشددين إسلاميين ل «الانتخابات والديموقراطية الغربية». في المقابل، عقدت مجموعة من النواب لم يُعرف عددهم ويُعتقد أنهم ينتمون للتيار الإسلامي، اجتماعاً مساء أول من أمس، في مصراتة أعلنوا فيه تقيدهم بقرار بو سهمين في شأن انعقاد جلسة التسلم والتسليم بين المؤتمر الوطني ومجلس النواب في طرابلس غداً. كما أكدوا التزامهم نص الإعلان الدستوري تحديد مدينة بنغازي مقراً لمجلس النواب. في غضون ذلك، تواصلت في طرابلس الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والقصف العشوائي، ما أدى إلى إصابة صومعة الحبوب على طريق السواني بقذيفة أشعلت فيها النيران، كما أصيب خزان جديد للوقود بقذيفة في المعارك. وقال المتحدث باسم المؤسسة الوطنية الليبية للنفط محمد الحراري، إن قذيفة سقطت على «سطح خزان وقود آخر فاندلعت فيه النار». وارتفع عمود دخان ضخم فوق موقع تخزين المحروقات على طريق المطار جنوب العاصمة الليبية. كذلك أكد مصدر في الحماية المدنية، أن خزاناً رابعاً نشبت فيه النار فيما كان إطفائيون على وشك إطفاء الحريق الذي اجتاح ثلاثة خزانات أخرى. وأضاف أنه إزاء كثافة المعارك غادر الإطفائيون الموقع أمس. وفي سياق آخر، اتفقت تونس وليبيا ومصر أمس، في اجتماع عاجل جمع السفير المصري في تونس أيمن شرف والقائم بالأعمال الليبي في تونس محمد معلول وكاتب عام وزارة الخارجية التونسية محمد علي الشيحي، على إقامة جسر جوي بين مصر ومطار جربة التونسي (محافظة مدنين جنوب شرقي البلاد) «لترحيل المصريين العالقين على الحدود التونسية الليبية». إلى ذلك، اعلن السفير البريطاني في ليبيا مايكل أرون، أنه قرر «بأسف» مغادرة السفارة في طرابلس بسبب المواجهات المستمرة في العاصمة وانعدام الأمن. وقررت السفارة تعليق نشاطها موقتاً اعتباراً من الغد ونظمت مغادرة المواطنين البريطانيين. وقال السفير: «المعارك بلغت المنطقة التي نقيم فيها في السراج، ونخشى أن يحاصرنا تبادل إطلاق النار. إنه أمر محزن جداً». ودعت وزارة الخارجية البريطانية الرعايا البريطانيين في ليبيا إلى «المغادرة فوراً» بالرحلات التجارية. من جهة أخرى، أعلنت رومانيا أمس، أنها لم تقفل سفارتها في ليبيا، لكنها دعت رعاياها الى المغادرة على الفور، نظراً الى «التطور المقلق للوضع».