عقد مجلس النواب الليبي المنتخب حديثا أولى جلساته، أمس، وسط حراسة مشددة في طبرق، فيما حولت الفصائل المسلحة طرابلس وبنغازي إلى ساحة قتال. ودعا الرئيس المؤقت للبرلمان أبو بكر بعيرة المشرعين إلى العمل سريعا لتلبية مطالب الناس وإنقاذهم من كارثة. وأضاف أن البرلمان المؤلف من 200 عضو سيعقد أولى جلساته الرسمية لانتخاب رئيس جديد، غدا الاثنين، وقال ثلاثة من نواب البرلمان إن بعض النواب يهدفون لتشكيل حكومة جديدة للتعامل مع الأزمة. وبعد ثلاثة أعوام من سقوط القذافي لا تتمتع سوى مؤسسات ليبية محدودة بشرعية شعبية، ولا تزال البلاد دون دستور جديد. واقتحمت الميليشيات جلسات البرلمان السابق أكثر من مرة لتهدد المشرعين. ووفر جنود مدججون بالسلاح من وزارة الداخلية والجيش الليبي الحماية لفندق طبرق الذي اختير لاستضافة اجتماع البرلمان، بعد أن اعتبرت طرابلس وبنغازي منطقتي خطر. وتشعر دول غربية بالقلق من أن يؤدي الصراع المستعر إلى تحول ليبيا لدولة فاشلة. وخوفا من أن يمتد العنف عبر حدود ليبيا، حذرت مصر وتونس والجزائر أيضا من خطر تحول ليبيا إلى دولة فاشلة. ويدور القتال لقرابة ثلاثة أسابيع بين كتائب من مقاتلين سابقين معارضين للقذافي من بلدة الزنتان الغربية وكتائب أخرى من بلدة مصراتة وحلفائها بهدف السيطرة على مطار طرابلس. وتواصل القصف المتقطع في العاصمة بعد يومين من الهدوء النسبي. وارتفعت أعمدة الدخان الأسود فوق جنوبطرابلس من صهريج وقود محترق في مستودع الوقود بالمطار. وساد الهدوء بنغازي، أمس، بعد أربعة أيام من قيام تحالف من مسلحين من جماعة أنصار الشريعة ومتمردين سابقين بطرد القوات المسلحة خارج قاعدة للقوات الخاصة. وأفاد شهود عيان في بنغازي أن التحالف المسمى مجلس شورى ثوار بنغازي لم يظهر في الشوارع على مدى الأيام الثلاثة الماضية، رغم أنه لا يزال القوة العسكرية الرئيسية في المدينة.