منذ فترة طويلة لم تنجح الفرق السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا في تصدر قائمة مجموعاتها، بل وضمان بعضها التأهل للدور الثاني قبل نهاية مباريات الجولة الأخيرة، كما فعل الأهلي. وفي اعتقادي، فإن ما حدث في البطولة الحالية يعتبر تطوراً ملحوظاً في نية الأندية السعودية استعادة مكانتها على الساحة الآسيوية، إذ تكون البداية الآن من الأندية، ثم تتحول إلى المنتخب الأول - الحاضر الغائب! لكن الواضح من خلال التعاطي مع هذه الصدارة الثلاثية لأندية الأهلي، والهلال، والاتحاد، أن لدينا مشكلة ليست وليدة اليوم، وهي أنني لا أفهم ماذا يريد بعض الإعلاميين من مشاركة الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا، وكأس الاتحاد الآسيوي التي يشارك فيها فريق الاتفاق ويتصدر مجموعته؟ هل نحن نريد أن يتصدروا ويتأهلوا إلى الدور الثاني، أم أننا بعد أن حققنا الصدارة على مستوى الأندية الأربعة، بتنا نبحث عن شيء نقوله بهدف إحباط هذا التفوق، وهو ما جعل البعض يغمز في خانة ما يسمى ب «مجموعة ضعيفة»! لقد سمعنا من يقول إن مجموعة الهلال ضعيفة، وإن مجموعة الاتحاد أضعف من مجموعة الهلال، وحتى وإن كان ذلك صحيحاً، فإن الهلال والاتحاد أكدا تفوقهما وعلو كعبهما على بقية الفرق المشاركة في مجموعتيهما. إنني أطالب إعلامنا بالوقوف مع الأندية المشاركة في هذه البطولة ودعمها وتحفيزها، بدلاً من هذا الأسلوب الذي لا تخلو رائحته من الميول لأندية أخرى، أو ربما كان يمثل ضعفاً في معرفة الفرق بين الحديث عن بطولة محلية، وبطولة أخرى خارجية، المشارك فيها لا يمثل نفسه، بقدر ما يمثل الوطن. ولعل ما قيل عن الهلال والاتحاد يقودني إلى الحديث عن الأهلي، فهذا الفريق الذي قدّم نفسه للجمهور الرياضي في هذا الموسم على أنه فريق بطل، قادم للمنافسة، دافعه في ذلك تاريخ كبير لقلعة كؤوس، لم تغب عن البطولات والمنافسة عليها طوال تاريخها الذي يعود إلى ما قبل خمسة وسبعين عاماً، وتحديداً في عام 1937 حيث بداية التأسيس. ويسجل التاريخ للنادي الأهلي أنه أول فريق سعودي يشارك في بطولة الاتحاد الآسيوي للأندية آنذاك - دوري أبطال آسيا حالياً - وكان ذلك عام 1978 عندما قابل فريق دايو الكوري على ملعب النادي الأهلي في المباراة النهائية، وحل وصيفاً بعد أن تم تمديد المباراة إلى أشواط إضافية. واليوم يعود الأهلي من البوابة نفسها التي دخل منها إلى آسيا، وسجل اسمه فيها وصيفاً للبطل، إلا أنه وهو يعود إليها هذه المرة، إنما يعود وهو يفكر في كأسها، يقوده إلى ذلك طموح لا حدود له، ودعم معنوي، ومالي، وجماهيري، وفريق بات يقول كلمته أمام منافسيه. [email protected]