لم يكن أمس يوم الأزمة الواحدة بل الأزمتين بالنسبة إلى «المؤسسة العامة للخطوط الحديدية»، فقد قرّرت إيقاف أربعة قطارات دخلت الخدمة قبل نحو شهر فقط، بعد ظهور أعطال «متكررة» فيها، على رغم أنها كلّفت 612 مليون ريال. وتمثلت الأزمة الثانية في تكدس البضائع في الميناء الجاف في الرياض، وبلغت ذروتها خلال هذا الأسبوع. (راجع ص6) وأقرّ الرئيس العام للخطوط الحديدية المهندس عبدالعزيز الحقيل، في تصريح إلى «الحياة» أمس، بأن أعطال القطارات الجديدة، وهي أربعة من أصل ثمانية، تعاقدت عليها المؤسسة مع شركة إسبانية «بدأت منذ اليوم التالي لتشغيلها مطلع نيسان (أبريل) الماضي». وتوقع معالجة المشكلة نهاية أيار (مايو) الجاري. ووقع آخر هذه الأعطال صباح أمس، إذ توقفت فجأة الرحلة الثالثة المتجهة من الدمام إلى الهفوف، ما أدى إلى حدوث إرباك في مواعيد الرحلات الأخرى. وأجبر هذا العطل المسافرين، الذين يقدّر عددهم ب141 راكباً، على التوقف مدة طويلة، بانتظار الرحلة الأولى المتجهة إلى الرياض، كي تقلهم، ما تسبب في تعطل الرحلة الأولى، ووصولها إلى الرياض متأخرة عن موعدها نحو ثلاث ساعات. وعزا المتحدث باسم المؤسسة محمد أبو زيد هذا التوقف إلى «عطل مفاجئ في محركات القطار، أدى إلى تعطل أجهزة التكييف». وأوضح الحقيل أن «المشكلة ليست طارئة، فمنذ بداية أبريل الماضي، تم إدخال القطارات الجديدة في نطاق الخدمة، ومنذ اليوم الثاني بدأت المشكلات في الظهور، ولا تزال الأعطال مستمرة. حتى جاءت المشكلة التي واجهتنا أمس. ورأينا أن الأفضل هو إيقاف الحجوزات، حتى تقوم الشركة بإصلاح جميع الأعطال». وعلى صعيد «أزمة» تكدس الحاويات في الميناء الجاف في الرياض، حمّلت «الخطوط الحديدية» المسؤولية للمقاولين، موضحة أن عقد تشغيل الميناء الذي يستقبل 400 ألف حاوية سنوياً، «انتقل من مقاول إلى آخر»، ما أدى إلى «سحب العمالة السابقة المُدربة التي كانت تقوم بتشغيل الميناء منذ تأسيسه». وفي بيان أصدرته المؤسسة لاحقاً وبثته وكالة الأنباء السعودية أمس، أوضحت المؤسسة أنها علقت الحجز على القطارات الجديدة التي أدخلت الخدمة أخيراً ابتداء من اليوم (الخميس)، حتى تتم برمجة مكونات القطار، لتناسب أجواء المملكة من حيث زمن الرحلة. وأكد البيان أن القطارات الجديدة تم تصنيعها من شركة كاف الإسبانية. وأكد أن بروز بعض المشكلات التشغيلية في هذه المرحلة يعد أمر طبيعياً، ويرافق عادة تشغيل أية معدة جديدة، وأن المؤسسة تتابع باهتمام تقارير الأداء التي يتم إعدادها بواسطة فريق من الخبراء بعد كل رحلة، وأن الأسباب تتعلق ببرمجة مكونات القطار الفنية والتشغيلية بعد التشغيل الفعلي في الأجواء المحلية، ولم تؤثر في جودة وكفاءة التشغيل إلا من حيث زمن الرحلة.