نايبييتاو – أ ب، رويترز، أ ف ب – أكملت زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي أمس، رحلة تاريخية من كونها سجينة سياسية الى البرلمان، اذ أدت اليمين الدستورية بوصفها نائباً، ما سيدخلها تجربة التعاون مع حكومة مدنية، بعد 24 سنة من الصراع ضد المجلس العسكري السابق. وكانت سو تشي و33 نائباً من حزبها «الرابطة الوطنية للديموقراطية»، والذين انتُخبوا في اقتراع تكميلي نُظم مطلع نيسان (ابريل) الماضي، رفضوا أداء اليمين في البرلمان، احتجاجاً على كلمة «صون» الدستور الذي يمنح العسكريين سلطات واسعة، وطالبوا بإبدالها بكلمة «احترام» الدستور الذي أقره المجلس العسكري السابق عام 2008. لكن الحكومة المدنية التي خلفت المجلس العسكري الذي حكم ميانمار منذ انقلاب عسكري نُفذ عام 1962، لم يستجب طلب زعيمة المعارضة، فتراجعت عن طلبها، متجنبة إثارة ازمة مع نظام الرئيس ثين سين. وقالت خلال لقائها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل يومين: «لطالما شددنا على أهمية المرونة في العملية السياسية. إنها السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا من دون عنف». ووقفت سو تشي ونواب حزبها، أمام رئيس البرلمان الجنرال السابق شوي مان، ورددوا سوياً: «سأكون وفياً لجمهورية اتحاد ميانمار ومواطنيها، وسألتزم دوماً الحفاظ على الوحدة وعلى التضامن الوطني والسيادة». وسُئلت سو تشي هل شعرت بتأثر، فأجابت: «كلا، كان ذلك مثيراً للاهتمام فقط». واعتبرت أن أهمية أدائها اليمين الدستورية ودخولها البرلمان «ستتضّح بمرور الوقت»، مضيفة: «كنت دوماً أشعر بتفاؤل حذر في شأن التطورات. في السياسة لا بد أيضاً من أن نكون متفائلين بحذر». لكنها أكدت انها ستواصل نضالاً بدأته عام 1988، قائلة: «علينا الآن العمل من خلال البرلمان، وخارجه أيضاً، كما كنا نفعل حتى الآن». وكانت سو تشي (66 سنة) الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1991، أمضت منذ عام 1989 15 سنة في إقامة جبرية في منزلها، حتى إطلاقها عام 2010. وسُئلت سو تشي هل تشعر بعدم ارتياح للتعامل مع العسكريين، فأجابت: «على الإطلاق. لدي قدر كبير من النيات الحسنة إزاء الجيش. لا يضايقني في أي حال، الجلوس معهم». وأضافت: «نريد أن يكون برلماننا منسجماً مع قيم ديموقراطية حقيقية، لا أن نزيح أحداً. نريد فقط تطبيق تحسينات تجعل البرلمان ديموقراطياً حقاً».