تراجع سعر خام «برنت» إلى أدنى مستوياته في أسبوعين متجهاً صوب 105 دولارات للبرميل، في ظل وفرة المعروض في حوض المحيط الأطلسي وضعف الطلب، ما طغى على تأثير المخاوف المرتبطة بالتوترات السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوكرانيا. وتوقع محللون أن يتجاوز الإنتاج العالمي الطلب في العام الحالي بينما يزيد المعروض في أفريقيا وأوروبا. وانحسرت بواعث القلق من الأخطار السياسية على إمدادات النفط على رغم تصاعد العنف في بعض مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وانخفض سعر «برنت» 50 سنتاً إلى 105.52 دولار للبرميل بعدما نزل 5.6 في المئة في الشهر الماضي مسجلاً أكبر خسائره منذ نيسان (أبريل) 2013. وتراجع سعر الخام الأميركي الخفيف في العقود الآجلة 80 سنتاً إلى 97.37 دولار للبرميل بعد هبوط قدره 6.8 في المئة في الشهر الماضي الذي شكل أكبر خسارة شهرية منذ أيار (مايو) 2012. إلى ذلك، أعلنت شركة «ليوندلبازل» للكيماويات المملوكة للبليونير الأوكراني المولد ليونارد بلافاتنيك، التوقف عن شراء النفط «المتنازع عليه» من العراق بعد يوم من نشر تقرير حددها بأنها المستورد الأميركي الغامض للخام الكردي. وبعد أن نشرت وكالة «رويترز» تقريراً سمى «هيوستون ريفايننغ» المملوكة ل»ليوندلبازل»، أكدت شركة الكيماويات أنها اشترت في الآونة الأخيرة «كميات محدودة» مما وصفتها بأنها «خامات عراقية». ولم يشر بيان «ليوندلبازل» إلى شحنات بعينها ولم يتضمن أي إشارة مباشرة إلى كردستان. وجاء في البيان «هذا الخام العراقي يبدو حالياً محل نزاع على ملكيته (...) توقفنا عن شراء مزيد منه ولن نوافق على تسلم أي من شحنات الخام المعني بالخلاف لحين حل المسألة في شكل مناسب.» ويعد قرار التوقف عن شراء مزيد من الواردات انتصاراً لبغداد التي كثفت جهودهاً لثني شركات التكرير في العالم عن شراء الخام الذي يضخه إقليم كردستان. وأكدت «ليوندلبازل» أن مشترياتها من النفط العراقي جاءت «من تاجر دولي ذي سمعة طيبة (...) وبما يتماشى مع القانون الأميركي». ولفتت الشركة إلى أن «بلافاتنيك» الذي تمتلك شركته «أكسيس إندستريز» أكثر من 17 في المئة في «ليوندلبازل» وفقاً لبيانات «تومسون رويترز»، لا يعلم شيئاً عن عملياتها اليومية. في سياق متصل، أعلنت شركة «أباتشي» الأميركية عزمها بيع حصتيها في مشروعين للغاز الطبيعي المسال في كندا وأستراليا مع سعيها للتركيز أكثر على تطوير حقول النفط الصخري في أميركا الشمالية. وأثارت هذه الخطوة التي تمثل انسحاباً مهماً للشركة من سوق الغاز الطبيعي المسال، ارتياحاً لدى المستثمرين القلقين من التكاليف المحتملة للمشروعين. وصعدت أسهم «أباتشي» الى أعلى مستوياتها في أكثر من سنتين بعد هذا الإعلان. وأشارت الشركة إلى أنها تعكف أيضاً على تقويم أصول دولية منها عمليات في مصر والمملكة المتحدة، وتستكشف فرصاً متعددة.