اقتربت العقود الآجلة للنفط من تسجيل الانخفاض الأسبوعي الأكبر لها في أكثر من شهر مع تراجع خام «برنت» صوب 102 دولار للبرميل أمس في ظل وفرة في المعروض، وتباطؤ في التعافي الاقتصادي العالمي، ما أثار مخاوف من تراجع الطلب على النفط. واقترب مخزون الخام في الولاياتالمتحدة من مستويات قياسية مع نمو إنتاج النفط الصخري، بينما حد انكماش نشاط المصانع في الصين من نمو الطلب. وأثارت بيانات إيجابية عن سوق العمل ومبيعات المنازل في الولاياتالمتحدة، مخاوف أيضاً من أن يعمد مجلس الاحتياط الفيديرالي قريباً إلى تقليص مشترياته من السندات والحد من السيولة في الأسواق. وتراجع سعر «برنت» 17 سنتاً إلى 102.27 دولار للبرميل مواصلاً تراجعه للجلسة الرابعة. ونزل الخام الأميركي 60 سنتاً إلى 93.65 دولار. ويوشك الخامان على تسجيل انخفاض يزيد على اثنين في المئة هذا الأسبوع، وهي الخسارة الأكبر منذ الأسبوع المنتهي في 19 نيسان (ابريل). معركة قانونية إلى ذلك، توعد العراق باتخاذ إجراء قانوني ضد شركات في مسعى لوقف مبيعات إقليم كردستان من النفط الخام إلى تركيا. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني «أي نفط يؤخذ إلى خارج البلد ولا تذهب المدفوعات إلى الشعب العراقي من خلال الحكومة المركزية، يعتبر استيلاءً على ثروة العراق الوطنية». وأضاف متحدثاً في سيدني حيث يحضر مؤتمراً: «هناك عدد من الوسائل تعكف الحكومة العراقية على درسها، وأي حكومة مسؤولة ستعطي الأولوية ذاتها لحماية ثروة الشعب». وبدأت صادرات النفط من حقل «طق طق» في إقليم كردستان إلى ميناء مرسين التركي بكميات صغيرة أوائل كانون الثاني (يناير)، وارتفعت إلى ما يزيد قليلاً عن 40 ألف برميل يومياً. ويتوقع أن تصل إلى نحو 60 ألفاً بحلول نهاية حزيران (يونيو). وفي خطوة انتقامية أرسلت «مؤسسة تسويق النفط العراقية» رسائل تحذّر الزبائن من شراء أي نفط لم تسوقه المؤسسة، وتعتزم وزارة النفط مقاضاة الشركات المنتجة وهي تحديداً شركة «جينيل انرجي» البريطانية - التركية. واشترت شركة «سيلكت إنرجي» الألمانية، عبر شركة تركية وسيطة، أول شحنتين من نفط «طق طق» في نيسان. وتعاقدت لشراء شحنة ثالثة أكبر تبلغ 80 ألف طن. وأشارت مصادر إلى أن شركة «أو أم في» النمساوية التي وضعتها بغداد على القائمة السوداء بسبب حصص لها في عمليات للمنبع في كردستان، اشترت أيضاً شحنة هذا الشهر. وتتوقع الحكومة العراقية أن تقدم كردستان 250 ألف برميل يومياً من صادرات العراق النفطية لعام 2013 والتي يستهدف أن تبلغ 2.9 مليون برميل يومياً. في سياق متصل، أشار مصدر في شركة «هندوستان بتروليوم» الهندية إلى أن الشركة ستشتري ما يصل إلى 40 ألف برميل يومياً من خام البصرة الخفيف من «توتال» الفرنسية، بخصم عن سعر البيع الرسمي. وتبدأ العملية ب15 ألف برميل يومياً مع خيار لشراء 25 ألف برميل أخرى. وأفاد بأن توقيع الصفقة حصل في الأسبوع الأول من الشهر الجاري. في شأن مختلف، اتفقت شركة النفط والغاز الحكومية الفنزويلية وشركة الطاقة الحكومية الروسية «روس نفت»، على تأسيس شركة مشتركة تحت اسم «بتروفيكتوريا»، وفق ما أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية، التي أشارت إلى أن الشركة الجديدة ستشرف على استخراج النفط والغاز من حقلين في حزام أورينوكو النفطي شرق فنزويلا. ويتوقع أن تنتح الشركة 120 ألف برميل يومياً بحلول العام 2016، وتأمل أن يصل الإنتاج إلى 400 ألف برميل. وستدير روسيا 40 في المئة من الشركة المشتركة، وهي تخطط لتقديم قرض قيمته 1.5 بليون دولار، وسندات منفصلة بقيمة 1.1 بليون دولار لفنزويلا.