يشهد «معرض سوق السفر العربي» (الملتقى 2012) الذي انطلق في دبي أمس، منافسة شرسة بين مؤسسات السياحة العالمية من فنادق ومنتجعات ودوائر الترويج السياحي، بهدف استقطاب السياح العرب، في وقت تعاني بعض الدول الاوروبية تراجع قطاعاتها السياحية جراء أزمة الديون. ولم تكتف المؤسسات العالمية بتقديم حملات ترويجية خلال الملتقى الذي افتتحه نائب رئيس الامارات رئيس الورزاء أمير دبي الشيح محمد بن راشد آل مكتوم، بل أعلن بعضها عن خطط توسع في المنطقة العربية خصوصاً دول الخليج التي شهدت قطاعاتها السياحية انتعاشاً خلال العام الماضي. في هذا السياق، أعلنت «مجموعة روتانا» عن اضافة اربعة آلاف غرفة فندقية في المنطقة خلال العام الجاري و12 ألفاً العام المقبل، وأشارت الى رصد 750 مليون دولار لاستخدامها في توسعات اقليمية. كما أكدت فنادق «سيتي ماكس» وجود خطط لإنشاء عشر فنادق جديدة في المنطقة العربية وآسيا على مدى السنوات الخمس المقبلة، وأعلنت «فنادق «ريوكس» افتتاح اول مرافقها في الامارات. وأعلنت مجموعة فنادق «فيرمونت» عن تشييد فندق جديد في الامارات. ولم تقتصر المنافسة على المؤسسات العالمية، بل شملت مؤسسات اقليمية، خصوصاً في دول الخليج، الساعية الى المحافظة على انجازاتها خلال العام الماضي، الذي شهد زيادة كبيرة في عدد السياح. وقال مدير مجموعة المعارض في شركة «ريد ترافيل اكسيبيشنز» مارك والش، ان تداعيات الاضطرابات التي شهدتها بعض المناطق في الشرق الاوسط العام الماضي لا سيما في مصر وشمال افريقيا، لم تمنع دول الخليج من مواصلة استقطاب مزيد من السياح ورجال الاعمال، على حد سواء من مختلف مناطق العالم، ما يعزز من موقعها كوجهة سياحية آمنه». وكشفت مصادر حكومية عليمة عن عزم «مجموعة دبي للعقارات»، التابعة ل «دبي القابضة»، الإعلان عن أول مدينة مستدامة في الإمارة، وهي الأولى من نوعها على مستوى الإمارات والعالم. ويجري الإعلان عنها تجسيداً لرؤية الشيخ محمد بن راشد في المبادرة الوطنية المستدامة عبر الوصول إلى اقتصاد أخضر يتيح للإمارات اتباع نهج علمي يضمن تقدم الصفوف العالمية لجهة حماية البيئة. وناقشت المؤتمرات المصاحبة للمعرض قضايا مرتبطة بقطاع السياحة والسفر من قبل خبراء وقادة من أكبر العلامات التجارية في القطاع، مثل «هيلتون» و «انتركونتيننتال» و «الخطوط القطرية»، إضافة إلى مسؤولين حكوميين من الأردن ومصر. يشار إلى أن دولة الإمارات استقبلت العام الماضي نحو 300 ألف سائح صيني، أنفقوا 334 مليون دولار وفقاً لدراسة حديثة أصدرتها شركة «ماستركارد»، ما يضع السيّاح الصينيين على قمة الفئات السياحية الأعلى إنفاقاً فيها، كما أظهرت الدراسة أن معدل إنفاق السائح الصيني بلغ 4.092 درهماً للسائح الواحد (نحو 1100 دولار) مقارنة ب 3.477 درهماً للسائح البريطاني و3.996 درهماً للسائح الكويتي. وقال المدير العام للمعرض، مارك والش، إن هذه الدورة تهدف إلى طرح العديد من المواضيع للمتخصصين في قطاع السياحة والسفر في المنطقة ممن يتطلعون إلى توسعة نطاق أعمالهم في السوق الصينية والاستفادة من الفرص التي توفرها في ظل ارتفاع أعداد السياح إلى الخارج، المتوقع أن يصل عددهم إلى 84 مليون سائح بحلول عام 2015.