على رغم أن برجي «المملكة» و«الفيصلية» يعتبران من معالم العاصمة السعودية (الرياض)، إلا أن صعوبة مقارنتهما بمعالم عواصم أخرى كبرج إيفل في فرنسا وساعة «بيغ بن» في لندن، قد تكون سبباً مقنعاً في عدم قيام أي سعودي بتأسيس حساب لأحد البرجين في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للتعريف به، على غرار العديد من المغردين الغربيين، الذين أسسوا حسابات لبعض معالم بلدانهم، مع إشارتهم إلى كونها حسابات غير رسمية، وتعود لمعجبين بتلك المعالم. وباستثناء حسابات لأمانات المناطق السعودية التي يصعب التأكد من كونها تابعة لأي من أمانة تلك المناطق، خصوصاً أن عدداً من الحسابات في «تويتر» من التي تعود لجهات رسمية أو شبه رسمية تم إنكارها بعد نشرها تغريدات مثيرة للجدل، يكاد يكون موقع «تويتر» خالياً من أي حسابات تعرّف بمعالم السعودية، إلا أن الأمر يختلف قليلاً بالنسبة لموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إذ يكتشف من يبحث عن برج الفيصلية فيه صفحة خاصة تحمل اسم «برج الفيصلية العسيري»، وعلى رغم عدم وضعه أية صورة للبرج، إلا أن قائمة أصدقائه التي تضم صديقين فقط، من بينهما برج المملكة، كفيلة بوضع الصفحة في مصاف الأبراج. بينما تأتي نتيجة البحث عن «برج المملكة» في موقع «الفيسبوك» بأكثر من صفحة، وإضافة إلى صفحة «برج المملكة» الذي تربطه صداقة ببرج الفيصلية، وتوضح معلومات صفحة البرج أنها تتعلق بطالب في المرحلة الثانوية، تأتي صفحة إعجاب خاصة ببرج المملكة حظيت ب 80 معجباً، إضافة إلى نسخة أخرى باللغة الإنكليزية نجحت في جذب 1371 معجباً، على رغم أن الصفحتين لم تدرج فيهما أية صور أو معلومات من شأنها جذب المعجبين، بينما جذبت صفحة شارع العليا الفارغة، التي تظهر ضمن صفحات الأماكن القريبة من برج المملكة 148 معجباً لم يجد أي منهم مبرراً لإضافة أية معلومات عن الشارع، لكن إحدى الصفحات استطاعت أن تجذب 241 معجباً جاءت بمسمى برج الفيصلية - Faisaliah Tower لم تقدم أية معلومات بخلاف صورة للبرج، وموقعهم الإلكتروني الرسمي ضمن قائمة المعلومات. بينما لا تظهر أي نتائج في حال تعلق البحث ب«مدائن صالح» التي تعتبر من أبرز المواقع الأثرية والسياحية في السعودية. وفي المقابل، تطوع سعوديون لإنشاء حسابات تعريفية من نوع آخر في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ومن بين عدد من النتائج المتعلقة بالصفحات في حال تعلق البحث ب«الرياض» في موقع تويتر، يأتي حساب خاص ب«طرق الرياض»، وهو حساب يعرفه مؤسسه بكونه «حساباً تفاعلياً وغير رسمي عن مدى ازدحام وانسيابية طرق الرياض»، ويذكر فيه المتابعين للحساب إضافة إلى القائمين عليه، اسم الشارع وحالته، وقدم الحساب الذي يتابعه نحو 11 ألف مغرد، أكثر من 4600 توضيح لحال حركة السير في مختلف شوارع الرياض في مختلف الأوقات، إضافة إلى نشر صور لحال الشوارع من وقت إلى آخر. ولم يفت عدد من المتابعين لحساب «طرق الرياض»، استغلال المتابعة التي يحظى بها الحساب لتبادل التحذيرات في ما يتعلق بأماكن تمركز عربات ساهر المتحركة، وأيضاً كشف المواقع الجديدة التي يتم تزويدها بكاميرات «ساهر». من جهته، نجح حساب خاص بمطاعم الرياض في جذب 8534 متابعاً، ويهدف الموقع بحسب النبذة التعريفية إلى كسر الروتين والملل اللذين قد يشعران بهما مرتادو المطاعم بسبب تكرار التردد على المطاعم ذاتها، وإتاحة الفرصة لهم لاكتشاف مطاعم جديدة، بحسب أذواقهم وطلباتهم. ويجيب المشرف على الحساب ومتابعوه على الاستفسارات المتعلقة بأفضل المطاعم الشعبية والعالمية وغيرها، إضافة إلى الأسعار ومواقع المطاعم ومستوى الخدمة. إلا أن توافر مواقع رسمية تتيح إمكان التعرف على حال حركة السير في مختلف الشوارع في أوروبا، إضافة إلى إمكان مشاهدة حال الشارع مباشرة من خلال الكاميرات المثبتة في بعض الشوارع الرئيسية في عدد من الدول الأوروبية، يجعل إنشاء حساب لرصد حركة السير بالنسبة للأوروبيين أمراً غير مجدٍ، فيما قد يكون عدم ولع الأوروبيين بالمطاعم لأسباب اقتصادية، وشدة الرقابة وعدم تهاون الجهات المسؤولة لديهم مع المطاعم في حال أي تجاوز، من أسباب عدم تأسيس مواطنين أوروبيين لصفحات رصد خاصة بالمطاعم. وفي المقابل، حرص عدد من المغردين الأوروبيين على إنشاء صفحات خاصة للتعريف بمعالمهم في موقع «تويتر»، على رغم وجود مواقع إلكترونية رسمية خاصة بالتعريف بتلك المعالم، وعلى رغم تأكيدهم أن عشقهم لمعالم بلادهم هو الأمر الوحيد الذي دفعهم لتأسيس تلك الحسابات التي يؤكدون أيضاً أنه لا علاقة لها بأي جهة رسمية ولا تتبع إدارة المعلم، إلا أن الاطلاع على بعض تلك الحسابات يظهر أن العشق قد يجلب المال أحياناً. فبينما استغل بعضهم المعلم لضمان الإقبال على متابعة الحساب، وتحويله إلى صفحة إعلانات، ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، وحول الحساب إلى علامة تجارية يروّج من خلاله لمنتجاته. ويعد الحساب الخاص بساعة «بيغ بن» الشهيرة في لندن التي بدأ العمل بها مطلع العام 1859، أحد أشهر الحسابات الخاصة بالمعالم التاريخية، وعلى رغم تعدد الحسابات الخاصة بالساعة البريطانية، إلا أن حساباً يعد الأشهر ويتابعه أكثر من 181 ألف متابع، فيما يتابع الحساب الذي يليه نحو ألفي متابع فقط. وعلى رغم تأكيد مؤسس الحساب على أن حسابه الخاص بساعة لندن الشهيرة غير رسمي تماماً، إلا أن ما حققه من شعبية لم يمنعه من تسجيل حقوق لملكية الفكرة الخاصة بالرسم الذي اتخذه للساعة، وينقل المتصفح لحسابه في حال الضغط على الرابط الذي وضعه كتسجيل للملكية الفكرية إلى موقع إلكتروني لبيع تذكارات تحمل رسم الساعة الذي يحمله الحساب. ومنذ تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2009 أطلق حساب «بيغ بن» نحو 21 ألف تغريدة، كلها عبارة عن كلمة واحدة BONG يسجلها كل ساعة ،وتتكرر فيها الكلمة التي اختارها لتشبه الصوت الذي تصدره الساعة لتتزامن مع التوقيت الذي تشير إليه ساعة لندن.