أطلق مدون عراقي أول إذاعة تختص بالتدوين في العراق استخدم فيها الهاتف المحمول للبث عبر الإنترنت. الإذاعة تحمل اسم «حمزوز» الذي اشتهر به المدون بين أقرانه، وتبث اليوم من عدد من المحافظات العراقية بعدما كانت بدأت بالبث من بغداد ثم كركوك والسليمانية ويخطط صاحبها لزيارة جميع المدن العراقية ولقاء المدونين هناك. وبثت الإذاعة اربع حلقات حتى الآن، اثنتان من بغداد بساعات بث وصلت الى نصف ساعة للحلقة الأولى و40 دقيقة للحلقة الثانية واستضافت خلالها مجموعة من المدونين في العاصمة. اما الحلقة الثالثة التي استغرقت ساعة و45 دقيقة، فتم بثها من قلعة كركوك في السادس من نيسان (أبريل) الجاري بعدما استضافت مجموعة من المدونين هناك، وتم البث عبر شبكات التواصل الإجتماعي ومواقع الأنترنت، اما الحلقة الأخيرة فبثت من مدينة السليمانية لأكثر من ساعة وربع الساعة. الإذاعة لا تبث بشكل متواصل مثل بقية المحطات الاذاعية التي تستخدم الموجات المتوسطة والطويلة، إلا انها تحظى بمتابعة متواصلة من قبل المدونين ما دفع حمزوز الى بثها عبر الفايسبوك فضلاً عن الموقع الخاص به ليتمكن المدونون من المشاركة في ارسال رسائلهم وتعليقاتهم أثناء البث. ويقول حيدر حمزوز صاحب الفكرة أن إطلاق الإذاعة جاء بهدف جمع المدونين العراقيين وخلق نوع من التواصل الدائم بينهم، اذ يستضيف مجموعة منهم في كل حلقة. وعلى رغم أن إنشاء الإذاعة لم يكلف حمزوز أي نفقات، يرى انه يمكن أن تتطور لاحقاً لتتحول إلى اذاعة عادية تبث عبر الموجة المتوسطة (FM). دينا نجم عضو شبكة INSM وأحد المساهمين في إطلاق الإذاعة تقول: «بث الإذاعة من محافظات مختلفة يهدف إلى خلق التواصل بين المدونين العراقيين في المدن العراقية والإطلاع على تجاربهم في مجال التدوين من خلال استضافتهم والاستماع الى تجربتهم». ويمكن الاستماع الى الاذاعة من خلال الانترنت والإطلاع على ساعات البث السابقة من أرشيفها على «فايسبوك». وتستقطب الإذاعة المذكورة اهتمام الكثير من المدونين الذين يصل عددهم الى 900 مدون وفق إحصاء اعدته «الشبكة العراقية للإعلام المجتمعي في العراق» INSM» وبدأت حركة التدوين في العراق مع انطلاق التظاهرات في بغداد قبل عام ونصف العام تقريباً، ما هيأ ارضية للتواصل المجتمعي بين المدونين، لا سيما بعد ظهور أكثر من 23 صفحة على «فايسبوك» تعود الى منظمات مجتمع مدني تبنت الدفاع عن الحريات وطالبت بإصلاحات سياسية. وعلى رغم توقف التظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد منذ شهور، بدأ المدونون يتحركون بأشكال اخرى بينها عقد المؤتمر الاول للمدونين في العراق الذي اقامته «الشبكة العراقية للاعلام المجتمعي» وهي اول شبكة متخصصة في التدوين جرى تأسيسها في نيسان (ابريل). وسعى المدونون في العراق أخيراً الى المطالبة بتغيير بعض بنود قانون جرائم المعلوماتية الذي اعتبروه صفعة كبيرة لهم ومحاولة لتقييد الحريات في البلاد. أما حمزوز الذي ضم صوته الى صوت زملائه المدونين في المطالبة بتغيير قانون جرائم المعلوماتية فيسعى من خلال استضافة هؤلاء الشباب الناشطين على الشبكة في إذاعته المتواضعة الى تسليط الضوء على أهم مشكلات المدونين في العراق وجمعهم في مناخ عام ينطلق من تمسكهم بمدوناتهم كنوع من الحريات الفردية.