نفى السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن آبادي قيام إيران ب «أية اتصالات مع أي جهة معارضة داخل سورية»، آملاً بأن يصل النظام في هذه الدولة «كما كلّ المجتمع السوري إلى حلّ توافقي يبعد التدخّل الخارجي». وأكد في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» دعم طهران ل «خطّة المبعوث الدولي كوفي أنان»، معرباً عن اعتقاده بأنها «تسير باتجاه إيجابي إلا أنها تحتاج إلى وقت وآليات كافية لإلزام كل الأطراف». ووصف اعتماد الحكومة اللبنانية سياسة النأي بالنفس تجاه الأحداث في سورية بأنه «شأن لبناني داخلي». ورأى أنّ الدول الغربية «اضطرت أن تدعم الخطة وهي اليوم تحاول إفشالها وتوجيه المسؤولية للنظام السوري. لذلك، من الطبيعي أن نتوقّع من الغرب، الذي كان يطالب بترحيل بشار الأسد وتسليح المعارضة، مواصلة عمله لإفشال خطّة أنان». وعن تقديم إيران في السابق نصائح للنظام السوري بالإسراع بالإصلاحات، قال: «لسنا في موقع إعطاء النصائح لأحد، ولكن في إطار الاستشارة، نتحدّث ونتعاون. ونقول إنّ سورية تحتاج إلى إصلاحات كما هي الحال في كلّ بلد في العالم. ومن هذا المنطلق ندعم مطالب الشعب السوري المُنادية بإصلاحات بقيادة الرئيس بشّار الأسد، وحتى الآن رأينا الكثير من الإصلاحات». وعن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الإمارات والجدل الذي أثارته هذه الزيارة، أكّد «أنّ كلّ الوثائق الدولية تثبت أنّ هذه الجزر تابعة لإيران ومن الطبيعي أن يقوم الرئيس الإيراني بزيارتها، للوقوف على حاجاتها». وعن سبب عدم اللجوء إلى التحكيم، قال: «أبدينا استعدادنا للحوار ولا نزال على استعدادنا، للتحدث في جوّ ودّي وإذا كان لديهم أي وثيقة تثبت ما يدعون فنحن مستعدون للاستماع إليهم». الاتفاقات مع لبنان وأوضح السفير الإيراني أنّ اللجنة اللبنانية - الإيرانية التي ستجتمع قريباً في لبنان «ستبحث الاتفاقات بين البلدين والتي بلغت منذ زيارة الرئيس نجاد لبنان وزيارة الرئيس (السابق للحكومة اللبنانية) سعد الحريري إيران 32 اتفاقاً»، مشيراً إلى أنّ «بعض هذه الاتفاقات سيدخل حيّز التنفيذ قريباً، إضافة إلى بعض الاتفاقات الجاهزة للتوقيع خلال اجتماع اللجنة». وشدّد على أنّ إيران «تريد أن نكون مع الدول العربية في مواجهة العدو الإسرائيلي. وما يثبت صدق نيّتنا أننا لم نقم في أي يوم من الأيام بأي اعتداء على أي بلد في المنطقة. فمبدأنا أن تكون كلّ البلدان في المنطقة متضامنة لمواجهة العدو الإسرائيلي». وعن العلاقة مع تركيا، قال: «علاقاتنا جيدة لا سيما اقتصادياً فبين الدولتين مشروع غاز لمدة 25 سنة بقيمة 25 بليون دولار. ونسعى لحلّ الاختلاف في وجهات النظر حول سورية». وعمّا إذا كان الكلام عن التمهيد لوحدة بين العراق وإيران وسورية صحيحاً؟ قال: «الرئيس الإيراني دعا كل البلدان الواقعة في هذه المنطقة إلى أن تؤلف منظومة وتتضامن مع بعضها بعضاً لحلّ مشاكل المنطقة من دون السماح بالتدخّل الخارجي. ومن هذا المنطلق ندعو كل البلدان التي تعتقد بمبدأ تحقيق العدالة، للالتحاق بفكرة إيران للتوصّل إلى هذا الهدف».