قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس انه لم يتهم حزب الله في قضية اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في بيروت بسيارة مفخخة في فبراير 2005 . وكان الحريري يرد على سؤال في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ( ارنا ) عشية زيارته الرسمية اليوم الى إيران عن موقفه من التسريبات المتتالية حول القرار الاتهامي في قضية اغتيال والده وما إذا كان حديثه حول شهود الزور وما تسببوا به من تضليل للتحقيق الدولي، ينسحب على التهمة الموجهة إلى حزب الله أيضاً. وقال: "إن مسألة الشهود الزور تعالج في إطارها القانوني، أما في ما يخص التسريبات حول القرار الاتهامي فنحن قلنا بوضوح أنها لا تخدم العدالة، والأهم من كل ذلك أن لبنان يواجه الكثير من المخاطر وعلينا جميعا أن نضع الوحدة الوطنية والاستقرار كأمر لا يجوز لأحد أن يخل به مهما كانت الأسباب أو الظروف، فنحن محكومون بالعيش معا على أرض بلدنا الحبيب". واضاف: "'في كل الأحوال نحن لم نتهم حزب الله في الأساس كي يكون هذا السؤال قائماً". ووصف العلاقات بين لبنان وإيران بانها " علاقات تاريخية، وتعود في جانبها الاجتماعي والثقافي إلى زمن بعيد". واعتبر الحريري دور إيران في المنطقة "دورا طبيعيا ينطلق من الوزن التاريخي والسياسي والاقتصادي لدولة بهذا الحجم وبهذه العراقة الحضارية في الجوار العربي". وحذر من 'أن ضرب الاستقرار في أي دولة من دول المنطقة هو بمثابة تهديد لمصالح العرب وإيران في آن معا". وقال: " من هذا المنطلق فإني أرى أن إيران معنية بكل مسعى لتوفير مقومات الاستقرار في كل بلدان المنطقة، ومن ضمنها لبنان الذي ينظر بإيجابية تامة إلى مساعي القيادتين السعودية والسورية لتثبيت الاستقرار فيه، استكمالا لنتائج الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيادة الرئيس بشار الأسد " مشدداً على "أهمية التواصل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول العربية من أجل إيجاد أرضية مشتركة لمواجهة الأخطار التي تتربص بالطرفين". من ناحية أخرى، كشف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري انه أعرب للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن رفضه أن يكون لبنان جزءاً من محور وأنه جزء من الجامعة العربية، متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه دمّر أوسلو وأنه لا يؤمن بالسلام. وقال الحريري في مقابلة أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست" ونشرت أمس أنه قال للرئيس الإيراني أثناء زيارته إلى لبنان مؤخراً "أننا لا نوافق على أن نكون جزءاً من محور. قلت له أنا أؤمن بأننا جزء من الجامعة العربية. مبادرة السلام العربية صنعت في بيروت. ونحن نؤمن بذلك". من ناحية أخرى يبدأ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم السبت زيارة رسمية الى ايران على راس وفد سياسي و اقتصادي رفيع بدعوة من نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين الايرانيين. و سيجري الحريري خلال زيارته التي تستغرق يومين و التي اعتبرها المسؤولون الايرانيون «زيارة هامة « محادثات مع الرئيس محمود احمدي نجاد و نائبه الاول رحيمي و عدد من كبار المسؤولين الايرانيين تتمحور حول العلاقات الثنائية و القضايا الاقليمية و الدولية التي تهم البلدين. و نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية امس الجمعة عن احد الدبلوماسيين العرب في بيروت بان زيارة الحريري لطهران تندرج في اطار دعم بيروت للتحرك السعودي السوري لحل ازمة المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. من جهته قال السفير الايراني لدى بيروت غضنفر ركن ابادي امس الجمعة لوكالة الانباء الايرانية الرسمية ان طهران تنظر الى زيارة الرئيس سعد الحريري «نظرة ايجابية» و ان رئيس الوزراء اللبناني سيلقى في ايران « ترحيبا حارا « . و اكد ركن ابادي بان الرئيس سعد الحريري سيتناول خلال محادثاته مع كبار المسؤولين الايرانيين سبل تعزيز العلاقات بين طهران و بيروت وقال هناك جانب سياسي و اخر اقتصادي و هناك متابعة للاتفاقات الثنائية التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة الاخيرة للرئيس الايراني للبنان و سيتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاقات اخرى في عدد من المجالات ذات الطابع الاقتصادي والثقافي.