توعدت الخرطوم أمس بتصعيد العمليات العسكرية لضرب المتمردين الشماليين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة الجنوب المجاورة لإخراجهم من آخر معاقلهم، بينما اتهم أسرى سودانيون أطلقتهم جوبا حكومة الجنوب بتعذيبهم وإهانتهم. وأكد نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف أن التمرد في ولاية النيل الأزرق بات في مرحلة الحسم، مؤكداً أن جيش بلاده صار على مشارف منطقة يابوس التي يسيطر عليها المتمردون، واعداً الشعب السوداني ب «أخبار لنصر حاسم قريباً جداً». وجدد تمسك حكومته بمنع تهريب أي بضائع وسلع إلى دولة الجنوب. وزاد: «من يفعل ذلك فهو خائن وسيحاكم أمام القضاء». وقال يوسف خلال زيارته للدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، انهم لن يسمحوا بتمجيد أي جماعة متمرد في ندوة أو مقالة في صحيفة باسم الحرية، محذّراً من أن الحكومة سترفع السلاح على من يقوم بذلك قبل رفعه على المتمرد. واعتبر أي نشاط يقوم به حزب «الحركة الشعبية - الشمال» عملاً غير مشروع وسيواجه بالحسم. وقال قائد عملية تحرير منطقة هجليج النفطية في ولاية جنوب كردفان، اللواء الركن كمال عبدالمعروف، إن الرئيس عمر البشير سيؤدي قريباً صلاة الشكر في منطقة كاودا التي يسيطر عليها متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» وتعتبرها الخرطوم قاعدة رئيسية للمتمردين. وأكد عبدالمعروف في حديث بثته أمس وكالة السودان للأنباء الرسمية، أن الجيش عازم على تطهير أرض السودان من أي قوات معتدية أو متمردة. وأضاف أن هجليج وما حولها حتى حدود الجنوب مؤمنة تماماً أكثر من أي وقت مضى و«نحن قادرون على دحر أي قوات معتدية». وتابع: «قريباً سنرفع تقريراً إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير عمر البشير، ووزير الدفاع الفريق عبدالرحيم حسين، ونقول لهم إن السودان أصبح خالياً من التمرد وقوات الخيانة والعمالة». وقال عبدالمعروف إن الحياة عادت إلى طبيعتها في هجليج ومطارها يستقبل الرحلات الجوية بصورة منتظمة والمدينة تشهد عودة المهندسين والفنيين والعاملين في حقول النفط، كما أن المواطنين يمارسون حرفتهم الرئيسية في الرعي والزراعة. وعن اتجاه الخرطوم إلى العودة إلىلطاولة المفاوضات مع جنوب السودان، قال إن التفاوض والبروتوكولات العسكرية متروك أمرها لقيادة الدولة السياسية والعسكرية». وتابع: «نحن هنا مهماتنا حسم العدو على الأرض ودحر المعتدين وبسط السيطرة وتحقيق الأمن والاستقرار وحماية الأرض». إلى ذلك، عاد إلى الخرطوم فجر أمس 13 سودانياً أسرهم جيش جنوب السودان لدى اجتياحه حقل هجليج النفطي في 10 نيسان (أبريل) الجاري، وأفرج عنهم بوساطة مصرية بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأكد أسير سوداني خلال مؤتمر صحافي أنهم تعرضوا إلى الضرب والإهانة والتعذيب من الجيش الجنوبي ومتمردي «حركة العدل والمساواة». وقال الملازم خالد أحمد حسن وهو طبيب في الجيش، إنهم «أوثقوا أيدينا في الطائرة وبالقرب من جوبا عاصمة الجنوب حرروا القيود في محاولة لتضليل الإعلام الغربي وإقناع الجميع بأنهم ملتزمون القوانين الدولية». وشدد حسن على أنهم يعكسون صورة مغايرة للواقع، مضيفاً: «هذا مجرد تلفيق وافتراء وكذب»، قائلاً: «نحن طيلة بقائنا في الجنوب تعرضنا إلى الضرب والتعذيب والإهانة»، متهماً الجيش الجنوبي بعدم احترام الأسرى. لكن جنوب السودان نفى في شدة إساءته معاملة الأسرى السودانيين. وقال وزير الإعلام في حكومة الجنوب برنابا ماريال بنجامين «هذا غير صحيح. لم يتعرضوا للضرب. الحكومة في الخرطوم طلبت منهم أن يقولوا إنهم ضربوا»، موضحاً أن السودان ما زال يحتجز سبعة أسرى على الأقل من جنوب السودان.