تونس - أ ف ب - أكد حمادي الجبالي رئيس الوزراء التونسي وأمين عام حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم، الخميس، ضرورة انهاء التجاذبات السياسية الحادة بين الفرقاء السياسيين في السلطة والمعارضة في تونس من أجل التركيز على التنمية الاقتصادية والقضايا الاجتماعية ومقاومة الفساد والمزيد من استتباب الأمن. ودعا الجبالي لدى عرضه برنامج عمل حكومته لسنة 2012 أمام المجلس الوطني التأسيسي، إلى انشاء «مجلس حكماء يجمع ولا يفرق، للرجوع إليه عند (نشوء) الأزمات» السياسية، وإلى «مصالحة وطنية» في البلاد يقول مراقبون إنها تشهد تجاذبات سياسية حادة بين الاسلاميين وأحزاب يسارية معارضة. وشدد رئيس الحكومة على أن «إمكانات تونس ضعيفة» في الوقت الحالي، وأن «التشنج» القائم بين الفرقاء السياسيين في البلاد «لا يخدم المصلحة الوطنية بالمرة»، مؤكداً ضرورة «المصالحة الوطنية في هذا الظرف» وبخاصة مع «رجال الإعلام». وكانت العلاقة بين حركة النهضة الإسلامية والصحافيين شهدت توتراً شديداً خصوصاً في الأسبوعين الأخيرين وسط اتهامات متبادلة ب «الانحياز» ضد السلطة من جهة ومحاولة «توظيف» الإعلام لخدمة أجندات حزبية من جهة أخرى. وأكد الجبالي في خطابه أمس، أن اقتصاد تونس لا يزال في مرحلة «الانعاش» بعد أن تراجعت نسبة النمو سنة 2011 الى مستوى ادنى من صفر بالمئة. ولم تحقق تونس نمواً اقتصادياً العام الماضي بسبب تداعيات ثورة 14 كانون الثاني (يناير) 2011 التي أطاحت الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وأفاد الجبالي أن الاقتصاد التونسي حقق نمواً بنسبة 2 في المئة خلال الاشهر الثلاثة الأولى من 2012، وأن البلاد تحتاج الى استقرار أمني واجتماعي حتى يتعافى الاقتصاد وتتمكن البلاد من توفير فرص عمل للعاطلين. وقال إن الحكومة خصصت اعتمادات بقيمة 511 مليون دينار (حوالى 250 مليون يورو) لتوفير 75 ألف وظيفة، منها 25 ألفاً في القطاع العام خلال سنة 2012. وذكر ان معدل البطالة في تونس ارتفع الى 19 في المائة سنة 2011 مقابل 14 في المائة سنة 2010.