قال رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي ان الشعب التونسي طالب ببرلمان ودستور تونسيين مما يثبت درجة وعيه بعد أن حرر في خطوة اولى الارض من المستعمر لكن لم يحظ ببرلمان ودستور حر إلا بعد مرور قرابة 75 سنة بفضل ثورة الكرامة - قاصدا ثورة 14 يناير 2011 - وأوضح الجبالي بأنه لن يكون قاسيا على التاريخ مشيرا الى بعض المكاسب التي تحققت والتي يفتخر بها اي مواطن تونسي مؤكدا بان الشعب في الماضي ربح معركة التحرير وخسر المعركة السياسية. وفي إشارة لما تشهده الساحة السياسية من تجاذبات و"استعادة للأدوار" قال الجبالي أن "تونس ليست يتيمة ولا تبحث عن اب فالشعب ابوها والثورة امها.. وأبناء الوطن رجال لن يفرطوا في مكاسبهم ولا حاجة لزعامة جديدة بل بالعكس الزعماء موجودون وقادوا معركة التحرير منذ القديم ففي كل مواطن تونسي زعيم، والشعب الذي قام بثورة لن يسمح بعودة معاقل الفساد ولن يتخلى عن ثورته بسهولة " ، وأضاف أن من خرجوا من الباب لن يرجعوا من الشباك " وإن استدرك الجبالي بأنه "لن يتهم احدا والثورة لن يتم التلاعب بها " فان رسالته واضحة حيث هي موقف من الحراك السياسي الحالي لما يعرف بالدستوريين والتجمعيين والذي تعتبره النهضة يستهدفها وأكد الجبالي دحضا لما يروج أن قرارات حكومته لا تصاغ خارجها ولا تمتثل " لإملاءات اجنبية " ومن يقول عكس هذا فهو مخطئ قائلا " لن نتخلى عن مبادئنا من اجل مبالغ مالية او على حساب ثورتنا " . وختم هذا الفصل حسب ما اسماه بالتوجه الى من يرى بان الحكومة تعمل حسب اجندة خارجية بحكمة نصها :" من الحكمة ان يظنك الجاهل غبيا" واعتبر رئيس الحكومة ان اهم فصول الثورة التي تستوجب العمل والنضال والصبر هي المعركة الاقتصادية والاجتماعية والتي قال عنها انها طويلة المدى في ظل تفشي الفساد في كل البلاد وهو ما يعقد الامر ويجعله مؤلما وشدد على ان الاسلحة الملائمة لإنجاحها هي الالتزام بالأخلاق الاسلامية التي تدعو الى العمل وبذل الجهد والصبر والتآخي وشدد على ان الشعب التونسي يواجه اليوم تحديا قويا يتطلب جهود الجميع دون استثناء او اقصاء. وبخصوص الدستور الجديد للبلاد صرح رئيس الحكومة بأنه سوف يكتب لأول مرة بمشاركة الجميع ولن يكون دستور الاغلبية او الاحزاب الحاكمة مضيفا بان أخطاء، الماضي لن تتكرر فالجميع متفق على الاسلام والعروبة وهوية الدولة والشعب ويجب ان يتم خلال الدستور التنصيص على الحرية والكرامة الوطنية.