تطل قصائد الديوان الجديد للشاعرة بديعة كشغري وعنوانه «مناسك أنثى» بعناوينها الرمزية وكأنها مستوحاة من تجليات الروح ومنها: «معراج الرؤيا، عروش الهديل، ولي في آدم سرٌ، في وهج أديمك القدسي، وكتبت شعائر بسملتي، هبة الفراق، نقطة المنتهى، سيرة كافٍ ونون، ونيرفانا الجسد السابع». .يحتوي الديوان، الذي صدر عن دار «الرمك»، على 21 قصيدة تتراوح بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر. وفي استهلال بعنوان «إضاءة» تقدم كشغري لمناسكها بنص يقترب من البوح الصوفي قائلة: معاً ندق على أبواب الوجود/ كفاي حدسي/ وقلبي كشفي/ وما بين تشوفات الحدس والكشف/ تتجلى غيوب ذاتك وذاتي/ في حضرة الذات العليا/ تفنى ذاتان المتوحدتان/ هاهنا تقيم دواة الروح مناسكها». تقول كشغري في قصيدة «وكتبت شعائر بسملتي»: وتوضأت برجفة توقٍ/ ترشف من فاكهة جذلى/ أمتح من عشبة جلجامشَ حيناً/ حيناً تسرجني /حكمة عشتار». وبلغة شعرية تتميز بعذوبة الجرس تمضي الشاعرة في الإبحار صوب آفاق الرؤى وخشوع التأمل، كما جاء في قصيدة عروش الهديل: «رأيتك في تسبيح نجمي/ تمتطي وردة الريح/ تلتقي برزخ المستحيل/ رأيتك من شهوة الرمل للماء/تأتي/ تمنح كوني خشوعاً/ كغاب بهاء النخيل». أهدت الشاعرة ديوانها إلى «توكل كرمان»، الناشطة اليمنية الفائزة بجازة نوبل للسلام، مخاطبةً إياها بمقطع من نص في الديوان بعنوان «ملكة سبأ» تقول فيه: هو الهدهد الفذ يأتي/ رسول سليمان تسمو تراتيله/ بيقينك نحو الهدى/ وها أنت تسامقين بحكمتك البدية/ شامخةً/ تخصبين الزمن».