بديعة كشغري شاعرة تنتمي لجيل السبعينات كتابة وجيل الثمانينات نشراً. تقول إنها تعشق "لغة الضاد" هويةً وانتماء، وكما تؤمن بأن إجادة لغة أخرى ضرورة ثقافية، تؤمن كذلك بالتجديد النابع من ديناميكية الحياة والعصر. كتبت كشغري القصيدة ضمن شكلين فنيين هما: التفعيلة والنثر. وتتابع كشغري في حديث ل "الوطن": لا أزال أزاوج بين هذين الإطارين. استقيت عنوان ديواني الأول من "رمل" وطني الذي خلته "يزهر" بعطاء مبدعيه فكان "الرمل إذا أزهر"، كما أهديت ديواني الأخير إلى الوطن "تنهيدة تهزج باسمه الحميم" فكان عنوانه "لست وحيدا يا وطني". وقالت كشغري "من المفارقات أن معظم مشاركاتي الشعرية كانت خارج الوطن، بدءا بدول الخليج كالبحرين والكويت والإمارات ثم أوروبا التي دعيت إليها كثيراً بعد ترجمة أعمالي إلى الألمانية والدنماركية، كما كانت لي مشاركات مكثفة في الشمال الأمريكي وفي كندا تحديداً بكافة مؤسساتها الثقافية". وأضافت كشغري أنها تشرفت أيضاً بالمشاركة شعريا وثقافياً في دول آسيوية كماليزيا التي دعيت إليها عبر وزارتها الثقافية للمشاركة في "مهرجان كوالالمبور الشعري العالمي 2002"، كل ذلك كان خلال العقدين الماضيين. وترى كشغري أن إقامتها في كندا لقرابة العقد من الزمان منحتها الفرصة لإقامة صالونها الأدبي الخاص في أوتاوا، الذي كان يجمع الجاليات العربية المختلفة، موضحة أنها قدمت الأدب المحلي من خلال الصالون عبر قراءاتٍ لنصوص إبداعية لأدبائنا وأديباتنا مما أدى إلى إدراج أعمالها ضمن "أنطولوجيا الأدب العربي المهجري المعاصر" في 2005. وعن ديوانها الأخير "لست وحيداً يا وطني" الصادر عن دار الخيال: تقول كشغري "يحتل وطني مساحة جيدة من نصوص الديوان التي تمثلت في مناجاة الوطن والتعبير عن لواعج الحنين والغربة، كذلك عن عشق الأرض كرمز لجغرافية الأحلام ومراتع الطفولة"، مضيفة أن نصوص الديوان تمثل أيضاً الوطن العربي بمفهومه الأشمل، "وتواكب الأحداث الأليمة التي مر بها وطننا العربي من غزو واحتلال وجراحات"، مشيرة إلى أن قصائد الديوان تعتبر نوعا من التأريخ لهذه المرحلة الحرجة والمأزومة والمكتوبة بمحبرة دمعٍ عربي، صيغت رؤاها من لحاء الألم. وأكدت كشغري أن قصائد الديوان هي محاولةً استنهاض لهمم الشعوب، متشبثةً بقيم العدالة والحرية والكرامة لأوطاننا التي وقعت ضحية الحرب، منتصرة للإنسان وللطفل العربي الذي شردته آلة الحرب واغتالت طفولته البريئة. وعن تجربتها مع ترجمة شعرها إلى الإنجليزية، أكدت أنها كانت تجربة جميلة ومحفوفة بالكثير من التحديات الكامنة في أسرار اللغة ومعطياتها السيميائية والحضارية. موضحة أن" الترجمة جاءت كنتيجة طبيعية أو "صيغة تعادلية" لإقامتي في كندا حيث كنت ألقي أشعاري في الملتقيات الثقافية هناك بالعربية، تليها ترجمة شفهية فورية، ومن ثم جاءت فكرة توثيق الترجمة الشفهية كتابياً، هكذا انبثقت ولادة ديواني المزدوج اللغة (The Unattainable Lotus) أو "زهرة اللوتس العصية".