لم يكن هداف الشباب البارع ناصر الشمراني (28 عاماً) يتوقع في يوم من الأيام أن يُفتح له باب النجومية على مصراعيه، أو أن يكون منافساً حقيقياً لجوهرة آسيا السمراء ماجد عبدالله في عدد مرات نيل لقب هداف الدوري السعودي، بعدما حقق لقبه الشخصي الرابع هذا الموسم وبات قريباً من كسر رقم ماجد عبدالله الذي حصد اللقب في ستة أعوام، ولم يكن ابن مكةالمكرمة يتوقع أن تضحك له الدنيا وأن يقود هجوم المنتخب السعودي، وأن تصل شهرته إلى القارة الآسيوية بعدما نشأ في حارة شعبية ضيقة الشوارع في شعاب مكة قريبة من الحرم المكي الشريف تسمى «الهنداوية». لكن الطفل العصبي سريع الانفعال كان مولعاً بكرة القدم، وعاشقاً لمركز رأس الحربة، ويتلذذ بلدغ الشباك، وغربلة المدافعين والحراس، حتى بات أشهر الهدافين في فريق حارته الجبلية، ليلتحق بفريق الشاطئ في حي الحمراء الواقع في طريق (مكة – جدة) السريع، وهو أحد أقوى فرق الأحياء في العاصمة المقدسة، وأبدع الشمراني كثيراً في الملاعب الترابية ولمع نجمه تحديداً في الدورات الرمضانية وبدأت الأحاديث عن سرعته وقدرته على التعاطي مع الشباك في الرواج سريعاً، وتنبأ له مقربون بمستقبل بارز. ونفذ الشمراني المولود في 23 نوفمبر 1983 نصائح بعض المحبين والمقربين وذهب لنادي الوحدة لصقل موهبته الكروية، هنا وجد الحفاوة والترحيب، فانضم للقطاعات السنية، وأبهر مكتشف موهبته ومواهب نجوم الوحدة الدكتور المصري الراحل محمد علي – يرحمه الله – الذي أكد أنه سيكون من أبرز وأميز المهاجمين في الساحة السعودية متى مااهتم بالتدريبات والتزم بالنصائح والتوجيهات داخل النادي وخارجه، ليصل بعدها الشمراني إلى الفريق الأول في عام 2003، هناك لم يجد فرصته الكاملة مع فرسان مكة، إذ استحوذ عيسى المحياني وعلاء الكويكبي حينها على مراكز الهجوم، لتأتي مشاركة الشمراني بين فرصة وأخرى على استحياء، حتى طلبه نادي الشباب بنظام الإعارة في فبراير 2006 وشارك معه بشكل رائع، وأحرز هدفاً ثالثاً لا ينسى في ليلة النهائي أمام الهلال، ثم عاد الشمراني للوحدة في مايو 2006 لكنه لم يستمر طويلاً بعدما وجد نفسه في شيخ الأندية السعودية، لينتقل بشكل نهائي في أغسطس 2007، حينها بدأ «الزلزال» رحلته التهديفية الحقيقية حتى بات يصنف اليوم في قائمة المهاجمين الأكثر خطورة في تاريخ الكرة السعودية.