لاحت أمس بوادر «معركة كسر عظم» بين دولتي السودان وجنوب السودان، ووعدت الخرطوم بأنها ستلقّن حكومة جوبا «درساً لن تنساه»، بعدما دخلت قواتها مدينة هجليج النفطية على الحدود بين البلدين. وفي وقت قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن احتلال الجنوب لحقول النفط في هجليج «عمل غير مشروع» وانتهاك لسيادة السودان، أكد الرئيس عمر البشير أن بلاده ستتخلى عن الجزرة في تعاملها مع حكّام الجنوب وستستخدم العصا. وأكد البشير أمام حشد جماهيري في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان في غرب السودان التي انتقل إليها مجلس الوزراء لعقد جلسة استثنائية، أن «الخرطوم لن تفرِّط في شبر من السودان». وقال البشير مرتدياً زياً عسكرياً: «إننا درَّسنا قيادة الجنوب كثيراً لكنهم لم يعوا الدرس، حدّثناهم عن أهمية الوحدة ولم يفهموا، وعرَّفناهم بأهمية السلام ولم يكترثوا». وأضاف: «أمسكناهم حبل الوحدة فشدوه وانقطع». ووصف الرئيس السوداني الحكومة في دولة الجنوب بأنها أفعى، قائلاً: «سنكون العدو الأول لها وسنعمل على تأديبها بالعصا وسنلقّنها درساً لن تنساه». وقال إن هذا الدرس لحكومة جوبا يجب أن يكون «الدرس الأخير»، وإن معركة استعادة هجليج ستبدأ في المدينة لكنها لن تنتهي فيها. واعتبر وزير الإعلام في حكومة الجنوب برنابا بنجامين في مؤتمر صحافي أمس تهديد البشير بإطاحة حكم الرئيس سلفاكير ميارديت تهديداً بابادة شعب الجنوب، قائلاً إن الجيش الجنوبي لن ينسحب من هجليج إلا بعد نشر قوات أممية فيها والاتفاق على ترسيم الحدود بين الدولتين. وقال إن معركة تدور على بعد 24 كيلومتراً من هجليج منذ مساء الأربعاء، وإن جيشهم صد القوات السودانية. وكشف مدير جهاز الأمن والاستخبارات السوداني الفريق محمد عطا أن قادة في حكومة دولة جنوب السودان وقادة متمردي «حركة العدل والمساواة» أمروا قواتهم في هجليج بتخريب وتدمير وحرق منشآت النفط قبل الانسحاب منها. وعرض عطا، خلال مؤتمر صحافي، تسجيلاً صوتياً لمكالمة هاتفية بين حاكم ولاية الوحدة الجنوبية تعبان دينغ مع قيادات عسكرية من الجيش الجنوبي و «حركة العدل والمساواة» في هجليج يأمرهما بحرق منشآت النفط في حال اضطرارهما إلى الانسحاب. وأكد المسؤول الأمني السوداني أن لديهم أدلة وبراهين قوية أن قيادات في دولة الجنوب أرسلت مهندسين الى هجليج لتدمير وحرق منشآت النفط. وتابع أنهم يعرفون هؤلاء المهندسين الذين جلبوا لهذا الغرض، وحمّل رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت ورئيس أركان جيشه جيمس هوث مسؤولية أي تخريب لمنشآت النفط. وزاد: «عليهم ان يتحملوا الهزيمة بشرف». وأضاف عطا أن القوات الجنوبية في هجليج تعيش حالة نفسية سيئة واحباطاً ولن تستطيع البقاء في المنطقة و «مهما فعلوا في هجليج سيعود ضخ النفط قريباً». وحمل في شدة على «حركة العدل والمساواة» ووصفها بأنها عميلة ومأجورة وتقدم خدماتها لمن يدفع لها، موضحاً أنها قاتلت الشعب الليبي مع قوات نظام العقيد معمر القذافي وكذلك فعلت في ساحل العاج، وحالياً تحارب شعبها وبلادها إلى جانب دولة الجنوب.