استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في روضة خُريم أمس رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري. وحضر الاجتماع الأمير فيصل بن محمد بن سعود ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز ووزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وعدد من الأمراء والمسؤولين. وواصل المجلس النيابي اللبناني أمس، مناقشاته لسياسة الحكومة التي غلبت عليها المناكفات الحادة لليوم الثالث على التوالي بين نواب معارضين ونواب من الأكثرية ونواب تيار «المستقبل» و «14 آذار» من جهة و «التيار الوطني الحر» من جهة ثانية. وفي أكثر من محطة استخدمت تعابير نابية، وعبارات أخرى اعتُبرت من باب التحريض الطائفي حين جرت مشادة بين النائب ألان عون وبين عدد من نواب المعارضة، عندما تحدث الأول عن حكومات تيار «المستقبل» عن هواجس «ونحن أيتام المعادلة الإسلامية في الربيع العربي» فاتهمه نواب «المستقبل» بالطائفية، وتصاعد السجال وتبادل الاتهامات، واضطر رئيس البرلمان نبيه بري الى القول إن اللغة التي استخدمت ليست جيدة «وأنا أعلم أن في كل واحد منا وحشاً طائفياً»، وقال لعون: «إذا بقينا نتكلم بالموضوع الطائفي والمذهبي، فإننا لن نصل الى لبنان موحد». وأثار نواب «المستقبل» مجدداً موضوع سلاح «حزب الله» والتساهل في الإفراج عن القيادي في «التيار الوطني» العميد فايز كرم الذي دين بالتعامل مع إسرائيل، فحصلت مشادات مجدداً. وطرح النائب سامي الجميل الثقة بالحكومة. وتحدث في الجلسة التي استمرت حتى ساعة متقدمة ليلاً عدد من النواب أبرزهم بطرس حرب فأقر بالعجز عن إسقاط الحكومة «لكن على الأقل علينا أن يكون الرأي العام على بيّنة فيحاسب الحكومة والوزراء في الانتخابات المقبلة». وتحدث عن الصفقات والفساد مستنداً الى ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مقابلة تلفزيونية عن الفاسدين والوزراء الذين خسّروا اللبنانيين أموالهم معتبراً أن هؤلاء سيخرجون من المجلس النيابي محصنين أكثر. وقال: «نعرف كيف تشكلت هذه الحكومة فليس هذا المجلس بأكثريته شكّلها وأسقط الحكومة السابقة، بل ظروفاً إقليمية ودولية ونعرف أن رئيس الحكومة لا يحق له الاستقالة، إلا أن واجبنا ألاّ نسكت عن مخالفاتها». وقال إن رئيس الحكومة «اضطر الى أن ينسى ما قاله عن أن هناك سمسرات حين اجتمع مجلس الوزراء وحصلت التهديدات بتطيير الحكومة وعدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة». وتوجه الى نواب «حزب الله» متحدثاً عن سلاح الحزب فامتدح ما قاله النائب نواف الموسوي عن الاستعداد للحوار. وأضاف: «هناك قسم من اللبنانيين ليس خائفاً من سلاحكم، بل يستقوي بهذا السلاح. لكن هناك قسماً منهم خائف من هذا السلاح. لا يمكن أن يبنى وطن من دونكم، لكن لا يمكن أن يبنى فقط بكم وحدكم... واستمرار السلاح كما هو عليه بات يهدد وحدة اللبنانيين». كما تحدث رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد معتبراً أن طرح شعار إسقاط النظام في سورية كان منذ البداية استدراجاً للتدخل الخارجي معاد لسورية وشعبها وموقعها الاستراتيجي، وهو ما رفضه الشعب السوري بأغلبيته العظمى قبل أن يرفضه الآخرون. وقال إن المبادئ التي على أساسها يتعامل الحزب مع الأزمة السورية هي رفض أي تدخل في الشأن السوري ووحدة سورية وسيادتها ودعم حق الشعب السوري بالإصلاحات ورفض عسكرة هذه المطالبة والنأي بلبنان عن أن يكون معبراً للتدخل في سورية. واعتبر ان «الحكومة وطنية بامتياز» ودافع عن إنجازاتها ووضع اللوم على تعاطي المعارضة مع رئيسها وعلى ثقل الاصطفافات في التأثير على إنتاجيتها. وقال: «حرص رئيس الحكومة على اعتماد سياسة صفر مشاكل في إدارة شؤون البلاد فأوقعه ذلك في كثير من المشاكل فبخت الأكثرية حقها ولم ترض عنه المعارضة واستنكف عن دعم الأصدقاء ولم يحظ بدعم المقاطعين». من جهة ثانية، أثار وزير الداخلية مروان شربل على هامش الجلسة النيابية وأمام عدد من الوزراء والنواب مسألة تمكين الأجهزة الأمنية من الحصول على «داتا المعلومات» (حركة الاتصالات) على خلفية أن ثلاثة قضاة تلقوا أمس تهديداً بالقتل في حال لم يفرج «عن أحد الموقوفين في بعبدا ويدعى «ح – ط». وشدد شربل على ضرورة تجاوز الروتين للحصول على داتا المعلومات من أجل توفير الحماية للقضاة واتخاذ ما يلزم من إجراءات لتحديد هوية الشخص الذي كلفه الموقوف بتهديد القضاة، خصوصاً بعدما تبين أنه أجرى اتصالاته من منطقة الأوزاعي وأن الأجهزة الأمنية تلاحقه.