كابول، بروكسيل - أ ف ب، يو بي آي - دانت حركة «طالبان» الأفغانية الصور «اللاإنسانية» التي نشرتها صحيفة «لوس أنجليس تايمز» وأظهرت جنوداً أميركيين مع جثث لمتمردين، وبعضها ذات أعضاء مبتورة، ما شكل فضحية جديدة تورطت فيها القوات الأميركية في أفغانستان. وأعلنت في بيان أن «هذا ما يفعله الغزاة لعبيدهم في أفغانستان»، في إشارة إلى الشرطة والجيش الأفغانيين اللذين يمولهما ويدربهما أميركيون يقودون قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في هذا البلد، علماً أن البيت الأبيض سارع أول من أمس إلى إدانة الموقف «المشين» للجنود الأميركيين، ووعد وزير الدفاع ليون بانيتا بإجراء تحقيق معمق في الحادث، مبدياً «خيبته» من نشر الصحيفة الأميركية الصور والتي قالت إن «مصدرها «جندي أميركي يريد لفت الانتباه إلى مشاكل في الانضباط والقيادة». وأيضاً وصف الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الصور ال18 التي التقطت عام 2010 بأنها «غير آدمية»، مكرراً مطالبته بنقل مسؤولية الأمن سريعاً إلى القوات الأفغانية ب «اعتباره ضرورة لضمان عدم تكرار هذه الحوادث». وعلى هامش اجتماع وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي في بروكسيل، أكد الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن أن الصور «لا تمثل قيم مهمتنا في أفغانستان»، معتبراً أنه «حادث معزول»، آملاً في «عدم حصول تجاوزات» بعد الفضيحة. وتورط جنود أميركيون بسلسلة فضائح في أفغانستان أخيراً، بينها حرق مصاحف في قاعدة بغرام أدت إلى اندلاع تظاهرات دموية، وقتل الجندي الأميركي روبرت بايل 17 قروياً بينهم نساء وأطفال بالرصاص. وفي 11 كانون الثاني (يناير) الماضي، أثار شريط فيديو أظهر أربعة من جنود قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) يبولون على جثث ثلاثة مقاتلين من «طالبان» استنكاراً في الولاياتالمتحدة والعالم. على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الأسترالي بوب كار أن قوات بلاده في أفغانستان ستبقى «قادرة على القتال» حتى نهاية 2014، الموعد الذي حدده الحلف الأطلسي لسحب قواته القتالية. وأكد كار أن كل الحلفاء «يجب أن يبقوا حاضرين لمساندة الجيش الأفغاني مع الاستعداد للقتال حتى إنجاز عملية الانتقال في نهاية 2014». وكانت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا غيلارد أعلنت الثلثاء أن بلادها ستسحب معظم جنودها من أفغانستان عام 2013، أي قبل سنة من الموعد الذي حدده الحلف، علماً أن التدخل في أفغانستان لا يحظى بتأييد شعبي في أستراليا ويمثل مشكلة مقلقة لسياسييها. وأعلنت فرنسا نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي أنها ستسحب قواتها القتالية أواخر 2013، بينما تريد دول أخرى على رأسها الولاياتالمتحدة خفض عدد قواتها. ميدانياً، قتل 13 متمرداً واعتقل 12 آخرون في عمليات شنتها قوات الأمن والحلف الأطلسي في ولاية ننغرهار (شرق) خلال الساعات ال24 الأخيرة. وأوضحت قيادة «الناتو» أن المتمردين القتلى شكلوا تهديداً مباشراً للقوات البرية.