كشف أحد الأطباء في مجمع الأمل الطبي ل «الحياة» عن عنف لفظي يمارسه بعض الأطباء في المستشفى تجاه مرضى منومين، وقال: «من خلال عملي كطبيب في الأقسام الصحية ألمس بوضوح مدى العنف اللفظي الممارس ضد المرضى عبر توجيه الشتائم والسخرية لهم، من بعض الأطباء المعالجين، وهو أمر يؤثر سلبياً في حالة المريض العلاجية، ويوتر العلاقة بينه ومريضه». وأضاف: «من المعلوم أن نصف العلاج تأهيل نفسي والنصف الآخر طبي، ومن المؤسف أن هذه القاعدة كسرت، إذ أصبحنا نخشى أن يحدث اعتداء من المرضى المتعرضين لتعنيف لفظي على بعض الأطباء». وتابع: «عند استفزاز المريض النفسي، فإنه لا يتقبل العلاج، خصوصاً من الشخص المعنف، الذي يفترض به كطبيب نفسي أن يكون ودوداً مع المرضى ويتقرب منهم». وأكد أن هذا العنف «يسبب تدهور الحالة، ويبدأ المريض برفض العلاج بسبب سوء العلاقة بينه والطبيب»، مشيراً إلى إحدى الحالات التي اضطر معها أحد الاستشاريين إلى علاج مريضه بالقوة، بعد أن رفض الأخير العلاج». وعلى الصعيد الإداري، أكد الاستشاري (تحتفظ «الحياة» باسمه) أن حلقة الوصل بين الأطباء والإدارة «مفقودة»، وهو ما يعطل توفير بعض مستلزمات علاج المرضى، مشيراً إلى «تفريط الإدارة في بعض الكفاءات الطبية التي كانت تضيف للمجمع الشيء الكثير، عبر سياسة تكميم الأفواه التي تمارسها». وزاد: «تكون عقوبة من يطالب بتحسين الوضع داخلياً، ويحتج على سياسة الإدارة من توفير العلاج اللازم أو المطالبة بحقوق الطبيب الوظيفية، خصوصاً من الأطباء المقيمين التهديد بإنهاء العقود، أو توجيه المعترض إلى الأطباء»، منوهاً إلى أن الأطباء ليسوا بمعزل عن التعنيف اللفظي. وذكر طبيب الطوارئ والعلاج (تحتفظ «الحياة» باسمه) أن هناك مشكلة في الأدوية داخل المجمع «هناك جزء من الأدوية المستخدمة للعلاج يتسبب في الإدمان، ويستخدم بشكل كبير، بسبب وفرة الادوية لدى المجمع والرغبة بالتخلص من الكميات الضخمة منها». وأوضح أن مثل هذه السياسة تنعكس سلباً على المجمع، «إذ تعود الحالة من جديد، لعدم تحسنها وتكون الشكوى المتكررة من تكدس المرضى، وعودتهم للعلاج مرة أخرى». وضرب مثلاً بالعلاج المسمى «إرتان»، عندما يوضح أن هذا العلاج المستخدم في المجمع له آثار سلبية جسيمة تتسبب بالإدمان عندما يستخدم لفترات طويلة، مشيراً إلى وجود علاج بديل يسمى «كمترين» ليس له آثار سلبية كالمستخدم حالياً، لكنه غير متوافر في المجمع. ولفت إلى أن التحقيق الذي تطرقت له «الحياة» فند واقع المجمع، ودق ناقوس الخطر داخله، إذ بدأ التحرك لمنح الأطباء صلاحية، والذهاب في رحلة لترتيب الأوراق والنظر في من يسرب بعض المعلومات خارج المجمع. وعادت إدارة المجمع للتلويح من جديد بعبارة «مطار الملك خالد مفتوح لمن يعارض» بعد نشر التحقيق، بحسب طبيب الطوارئ، الذي أوضح أن هذه العبارة «رسالة موجهة للأطباء المقيمين في محاولة للسيطرة على الوضع». وأكد أن استقالات الأطباء أثرت بشكل كبير في أداء المجمع «من المؤسف أن الحالة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فالمرضى يكثرون والأطباء يتناقصون بسبب الاستقالات، إذ وصل عدد المراجعين لقسم الطوارئ في المجمع في أحد أيام الإجازة 31 حالة، منها حالات جديدة وحالات تنويم وأخرى محولة من شرطة منطقة الرياض، لخطورتها». وأشار إلى أن المعدل الطبيعي لزيارة المجمع كان سابقاً 70 مريضاً، أما الآن فارتفع العدد إلى 115 مريضاً، مؤكداً أن الوضع خطير داخل المجمع، ولا بد من تدخل لإنقاذه. في حين أكد أحد الاستشاريين في المجمع أن الإدارة شددت رقابتها على الموظفين من خلال الدخول والخروج، بعدما نشر، كما زجت بموظفين جدد داخل فرق العمل لمعرفة ما يحدث، منوهاً إلى أنه «لم تستقبل أي حالة تنويم منذ أن تم النشر، ورفضت جميع الحالات».