الرياض، موسكو، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - نجح أمس أعضاء مجلس الأمن في التغلب على خلافاتهم بشأن قرار حول سورية وأقروا بالاجماع قراراً ينص على ارسال بعثة مراقبين الى هذا البلد لمراقبة وقف اطلاق النار الهش، وذلك بعد مباحثات صعبة بين الروس والغربيين استمرت يومين. وحاولت القوى الغربية التغلب على الرفض الروسي لمشروع قرار صاغته الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن ينص على نشر نحو 30 مراقباً من مراقبي الاممالمتحدة غير مسلحين تنفيذاً لطلب مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت في بيان ان «اعضاء مجلس الامن اتفقوا تقريباً على مشروع قرار بشأن نشر بعثة مراقبين من الاممالمتحدة في سورية» لمراقبة وقف اطلاق النار وذلك بعد مباحثات صعبة. ودعت موسكو ايضاً كل الاطراف السورية الى الالتزام بخطة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي انان «بحذافيرها» وانتقدت الهجمات التي تشنها قوى المعارضة. وذكرت وزارة الخارجية الروسية «يجب على كل الاطراف السورية بما فيها المعارضة المسلحة التوقف فوراً عن اعمال العنف واحترام خطة أنان بحذافيرها». وأضافت: «(أول) من امس في حماة، قتل ارهابيون ضابطاً في الجيش السوري وفجروا قذيفة وألقوا متفجرات على دورية عسكرية، وسُجلت حوادث مشابهة في مدن سورية اخرى». ونتيجة رفض موسكو مشروع القرار الأميركي بصيغته الأولى أعلنت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس، أن المفاوضات افضت الى «نسخة منقّحة» لمشروع قرار قدمته فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا والمغرب وكولومبيا. وقدمت روسيا في المقابل صيغة أقصر لمشروع القرار من اجل طرحه للتصويت. والنصان يقضيان بنشر اول ثلاثين مراقباً على الارض في سورية في الايام المقبلة ورفع عددهم الى اكثر من مئتين إذا صمد وقف اطلاق النار الذي بدأ الخميس. وهؤلاء لا يمكن نشرهم قبل اسابيع. وذكر ديبلوماسيون ان المفاوضات في مجلس الامن الجمعة تحولت الى مواجهة بين الروس والغربيين. ويريد الغربيون في مسودة القرار الاولى اعطاء البعثة الجديدة الوسائل اللازمة للقيام بعملها، فيما ترفض روسيا ممارسة اي ضغط على حليفتها سورية بتحديد شروط لها. وصرح ديبلوماسي يشارك في المفاوضات ان روسيا «ساومت على كل جملة» في المشروع الغربي قبل ان تقدم نصها الاقل إلزاماً بكثير لدمشق. ويرى تشوركين أنه «يجب التوجه إلى لب القضية بشكل عملي ومحدد، اي نشر فريق متقدم من المراقبين على الأرض». وقد عبر عن أسفه لأن الغربيين «لديهم افكار ثابتة» يريدون إدراجها في القرار. إلا أنه عبَّر عن امله في ان «يواصل المجلس دوره الإيجابي في دعم أنان». وقال ديبلوماسيون ان روسيا تدعم جهود السلام التي يقوم بها انان، ولكنها تعمل بقوة من اجل حماية دمشق مما ترى انها حملة غربية من اجل «تغيير النظام» على النمط الليبي. ويعتبر هذا اول قرار يعتمده مجلس الأمن حول سورية، إذ إن الدول ال15 الاعضاء فيه لم تقر سوى ثلاثة «بيانات رئاسية». واستخدمت روسيا والصين حق النقض ضد مشروعي قرارين بمجلس الأمن لإدانة النظام السوري بشأن قمعه الاحتجاجات المستمرة منذ 13 شهراً. الى ذلك، قال أحمد فوزي المتحدث باسم انان ان الامين العام السابق للامم المتحدة أن «إدارة عمليات حفظ السلام (التابعة للأمم المتحدة) تعمل على مدار الساعة لتوفير العدد المطلوب من القوات لبعثة المراقبة الكاملة في نهاية المطاف». وأضاف: «في الوقت الراهن لدينا طلائع الفريق جاهزة لركوب الطائرات والذهاب الى هناك والانتشار على الارض بأسرع وقت ممكن». وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي بحث أمس مع السفير الروسي لدى السعودية أوليغ أوزيروف العواقب المحتملة لاستمرار الأزمة السورية. وقالت المنظمة في بيان لها أن أوغلي عقد اجتماعاً في مكتبه بمقر المنظمة في جدة مع أوزيروف «تبادلا خلاله وجهات النظر حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وناقشا على وجه الخصوص الأزمة السورية وعواقبها المحتملة». وأكّد الأمين العام للمنظمة الحاجة الملحة لوقف العنف وسفك الدماء في سورية، وحض روسيا على الاضطلاع بدور يساهم بقدر أكبر في دفع النظام السوري إلى التنفيذ العاجل لخطة كوفي أنان للسلام، والمؤلفة من ست نقاط، مشيراً إلى الضرورة المطلقة لتحديد جدول زمني لتنفيذ الخطة. من جانبه أثنى السفير الروسي على الدور المتسق والنشط الذي تقوم به المنظمة في هذه الأزمة.