باريس، كوالا لمبور، واشنطن - «الحياة» - أعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن امله في ان يتيح البيان الرئاسي الذي تم تبنيه في مجلس الامن الدولي، التوصل الى وقف لإطلاق النار في سورية، مشيراً الى «حلحلة» في الموقف الروسي من المسألة. وصرح جوبيه لاذاعة اوروبا-1 ان «الموقف الروسي شهد حلحلة لأننا تمكنا اخيراً من تبني نص بالإجماع في مجلس الامن الدولي سيتيح لكوفي انان ان يحصل على وقف لإطلاق النار وأنتم تعلمون ان فرنسا في طليعة الدول المتلزمة في القضية». وكان سفير فرنسا لدى الاممالمتحدة جيرار ارو اعتبر ان هذا البيان «خطوة اولى في الاتجاه الصحيح»، موضحاً ان باريس لا تزال تسعى للتوصل الى قرار في مجلس الامن يكون ملزماً بينما البيان ليس كذلك. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن مجلس الامن بعث برسالة واضحة إلى سورية لإنهاء العنف والدعوة إلى بدء حوار بين الحكومة والمعارضة. وقال بان في كلمة ألقاها في كوالا لمبور عاصمة ماليزيا امس: «بتعبيرات واضحة لا لبس فيها دعا مجلس الامن الى انهاء فوري لكل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان». وأضاف قوله: «انه طالب بالوصول الآمن للهيئات الإنسانية وحوار سياسي شامل بين الحكومة وكل أطياف المعارضة السورية». وقال ديبلوماسيون غربيون ان الاتفاق على بيان رئاسي يعبر عن «أشد القلق من الوضع المتدهور في سورية» يجب أن يكون جرس انذار للنظام السوري. ويهدد البيان سورية باتخاذ «خطوات أخرى» في حالة عدم التزامها باقتراح السلام المؤلف من ست نقاط الذي قدمه كوفي انان ويدعو الى وقف اطلاق النار وإجراء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة وضمان دخول هيئات الاغاثة للمناطق التي تحتاج للمساعدات. ومع أن البيان لا يؤيد صراحة خطة الجامعة العربية التي تدعو الاسد للتنحي إلا انه يدعم دعوة انان الى عملية سياسية تقترب من هذه الخطة. ويعبر البيان «عن الدعم الكامل لجهود (انان) لوضع نهاية فورية لكل أنواع العنف وانتهاكات حقوق الانسان وتأمين دخول البعثات الانسانية وتسهيل عملية انتقال سياسي تقوده سورية نحو نظام سياسي ديموقراطي تعددي». وقال ديبلوماسيون ان القوى الغربية خففت من لغة «البيان الرئاسي» للمجلس المكون من 15 دولة يوم الثلاثاء في محاولة لضمان تأييد روسيا التي لم تعجبها صيغة سابقة رأت موسكو أنها تمثل انذاراً لسورية. وأعلنت فيكتوريا نولاند الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأميركية ليلة اول من امس أن الولاياتالمتحدة تأمل في أن يتخلى الرئيس السوري عن السلطة في أعقاب حوار سياسي بين جميع أطراف النزاع السوري. واعتبرت نولاند تبني البيان الرئاسي إشارة أخرى الى تقارب متزايد بين مواقف روسياوالولاياتالمتحدة في شأن سورية. وأوضحت ان أعضاء مجلس الأمن يعملون حالياً في اتجاه واحد بعد أن اتفقوا على الخطة التي اقترحها انان لحل الأزمة السورية.