أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس، أن مبادرة الحوار التي طرحها للتوافق مع قوى المعارضة قطعت شوطاً كبيراً، مرجحاً أن تفضي الى «وئام وطني شامل»، فيما رأى زعيم حزب «الأمة» المعارض الصادق المهدي، أن «السودان يعاني فرقة فكرية واسعة، واستقطاباً سياسياً حاداً، ووضعاً اقتصادياً مزرياً ، وضائقة معيشية لا سابق لها واضطراباً أمنياً، وعزلة إقليمية ودولية». وقال البشير في رسالة تلفزيونية لمناسبة عيد الفطر: «أطلقنا دعوة صادقة الى الحوار الوطني بين أبناء الوطن كافة، قطعنا فيها أشواطاً مقدّرة، عقدنا لها خلال شهر رمضان جلسات عديدة، بذل فيها المتحاورون جهداً فكرياً للوصول إلى اتفاق يجمع السودانيين أحزاباً وتنظيمات نحو وئام وطني شامل وجامع». وأعرب عن أمله في أن تفضي تلك الجهود الى ما «نرومه بها من سلام واستقرار وتنمية وإعمار». في المقابل، قال الصادق المهدي الذي علق مشاركته في الحوار، خلال مخاطبته آلافاً من أنصاره عقب صلاة عيد الفطر أمس، أن المؤشرات الى سوء الحال في البلاد صادمة للمواطنين، ما وصل بالمعاناة وضيق المعيشة الى درجة لا تطاق، لذلك لا يُستغرب أن صار الوطن طارداً»، مشيراً إلى أنه «في الأشهر الستة الماضية من هذا العام، هاجر من البلاد 55 ألف شخص، من بينهم ألف طبيب وألف أستاذ جامعي، في نزف متواصل ومستمر» للكفاءات. ورأى المهدي أن استمرار النظام يعني استمرار السياسات ذاتها، وكذا الأشخاص الذين حكموا البلاد ربع قرن من الزمان وأوصلوها إلى هذه الحال. ولم يستعبد إجراء انتخابات «لا للتناوب السلمي على السلطة ولكن على نهج طغاة الشرق الأوسط» الذين أطاحهم «الربيع العربي». وقال المهدي إن «إطاحة النظام بالعمل المسلح ممكنة، ولكن من مخاطرها استنساخ السيناريو السوري أو إقامة دكتاتورية أخرى»، موضحاً أن الانتفاضة الشعبية تتطلب حركة واسعة وإضراباً سياسياً وحسماً عسكرياً في المرحلة الأخيرة». واعتبر أن «لا مستقبل لمبادرة البشير للحوار ما لم تتوافر لها استحقاقات»، وأن «الخيار البديل هو «اتفاق القوى السياسية، المدنية والمسلحة، على معالم نظام جديد يكفل بناء الوطن في ظل الوحدة في التنوع». ودعا المهدي النظام الحاكم إلى تشريع قانون للوفاق الوطني، وقال: «نحن ماضون في العمل على إبرام الاتفاق الجامع لكل القوى المطالبة بالنظام الجديد، وتجاوب النظام سيقود الى تجربة جنوب أفريقيا أو إسبانيا أو عدد من دول أميركا اللاتينية». على صعيد آخر، نصحت إدارة الأرصاد الجوية في السودان، المواطنين بأخذ الحيطة والحذر وإخلاء المناطق المنخفضة ومضارب السيول وتجنب السفر ليلاً، كما طلبت ولايات في شمال البلاد وغربها اجتاحتها السيول والأمطار، مساعدات عاجلة من الحكومة المركزية، لمواجهة «تزايد انهيار منازل المواطنين الذين باتوا في العراء بلا مأوى». واعلن حاكم ولاية نهر النيل الهادي عبدالله، انهيار مئات المنازل بصورة كلية بسبب الأمطار والسيول التي اجتاحت الولاية في اليومين الماضيين. وقال إنه أبلغ الرئاسة السودانية ووزارة الداخلية بحجم الأضرار. وأعلن استنفار كل الأجهزة والمواطنين في الولاية، مؤكداً وفاة شخص نتيجة سقوط حائط عليه. كما أدت السيول إلى عزل أكثر من 60 قرية بمنطقة سيدون على نهر عطبرة، وقطعت الطريق الى ولاية نهر النيل. وأحدثت الأمطار أضراراً متفاوتة بمختلف مناطق جنوب كردفان شملت منازل وممتلكات، لكنها لم تسفر عن خسائر في الأرواح. وأشار محافظ محلية القوز في جنوب كردفان أبوبكر خليفة، إلى أن الأمطار قطعت طريق الأبيض- كادقلي، وكذلك جسر خط السكة الحديد في منطقة الحمادي، ما أدى إلى توقف حركة المرور. وأدى هطول أمطار غزيرة في مدينة نرتتي في ولاية وسط دارفور إلى تدمير أكثر من 800 منزل، وباتت مئات من النازحين في العراء.