أعلن الجيش السوداني أن قواته قتلت الجمعة «أكثر من 50 متمردًا» في معارك اندلعت في ولاية جنوب كردفان، إثر هجوم شنته حركات متمردة وصدته القوات الحكومية التي تكبدت بدورها «عددًا من الشهداء والجرحى» لم يحدده، وقال الجيش في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سونا) في وقت متأخر من ليل الجمعة: «إنه قتل في المعركة أكثر من خمسين متمردًا (...) واحتسبت القوات المسلحة عددًا من الشهداء والجرحى»، مشيرًا إلى أن المعارك دارت على بعد 15 كلم جنوب كادقلي عاصمة الولاية. وأوضح المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد في البيان أن الهجوم شنته قوات تابعة للجبهة الثورية، وهي تحالف تكون في نوفمبر 2011 من أربع حركات متمردة، ثلاث منها تقاتل الحكومة في إقليم دارفور (غرب) والرابعة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق الجنوبيتين. وأضاف البيان أن الهجوم بدأ «صباح الجمعة بقصف كثيف على قواتنا في منطقتي الحمرة والإحيمر بولاية جنوب كردفان تبعه هجوم بقوات كبيرة مدعومة بثماني دبابات بقصد احتلال مواقع متقدمة تمكنهم من قصف مدينة كادقلي واستهداف مواطنيها الأبرياء». وتابع «تمكنت قواتكم المسلحة من صد الهجوم وتدمير أربع دبابات تدميرًا كاملاً كما قتل في المعركة أكثر من خمسين متمردًا وفر من تبقى منهم. فيما استولت القوات المسلحة على عدد كبير من الأسلحة والذخائر». وأضاف البيان إن هذا الهجوم هو «أول اختبار لقواتها (الجبهة الثورية) بعد ما يسمى بميثاق الفجر الجديد الذي تعتبره القوات المسلحة عداء صارخًا للوطن والمواطنين (....) وهو تدليل على ان كل من شارك فيه (الميثاق) تخطيطًا أو اعدادًا أو دعمًا ماديًا أو معنويًا إنما يشارك في قتل الأبرياء العزل وتفتيق المزيد من جراحات الوطن». والسبت الماضي أعلن في كمبالا عاصمة أوغندا عن توقيع ميثاق «الفجر الجديد» بين الجبهة الثورية وتحالف الأحزاب المعارضة لحكومة الرئيس السوداني عمر البشير، وضم التحالف حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي وحزب المؤتمر الشعبي بزعامة الزعيم الإسلامي حسن الترابي والحزب الشيوعي وعددًا من الأحزاب اليسارية، ونص «الفجر الجديد» على العمل على إسقاط نظام الرئيس البشير والجمعة نقلت وسائل إعلام رسمية عن البشير قوله: «لن نسمح لأي قوى سياسية تتعامل مع المتمردين والخارجين عن القانون بممارسة العمل السياسي». وتقاتل الحركة الشعبية شمال السودان الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان في يوليو 2011 نتيجة لاستفتاء أجري بموجب اتفاق السلام 2005 والذي أنهى حربًا أهلية بين الشمال والجنوب دامت 22 عامًا، وسبق لقوات التمرد أن قصفت كادقلي خمس مرات بقذائف الهاون خلال شهري اكتوبر ونوفمبر. وبحسب الأمم المحدة فان 900 ألف شخص يعيشون أوضاعا مأساوية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، مشيرة إلى أنهم يقتاتون على أوراق الأشجار للبقاء على قيد الحياة.