تصاعدت المواجهات بين القوات الحكومية السودانية والمتمردين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ما أدى إلى سقوط ضحايا. واتهمت الخرطوم المتمردين بقصف منطقة كادقلي أمس، في حين غازل الحزب الحاكم رموز المعارضة ودعا إلى حوار بين الفرقاء السودانيين. وقالت حكومة ولاية جنوب كردفان المضطربة (جنوب)، إن متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» قصفوا مدينة كادقلي عاصمة الولاية ما أدى إلى إصابة مواطنين وتدمير منازل. وقال مستشار حاكم ولاية جنوب كردفان علي دقاش ل «الحياة»، إن «سبعة قذائف سقطت في وسط المدينة وأُصيب ثلاثة مواطنين بجروح». وأضاف أن القصف جاء من غرب كادقلي، ورجح أن يكون متمردون تسللوا بسيارة تحمل قاذفة صواريخ على بُعد 15 كيلومتراً من المدينة. إلى ذلك، قال الناطق باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد، إن حوالى خمس قذائف سقطت في كادقلي، موضحاً أن الجيش رد بإطلاق صواريخ كاتيوشا. وفي غرب السودان، قال نائب حاكم ولاية وسط دارفور أزهري علي إن قوة من المتمردين هاجمت الجيش قرب مدينة زالنجي، ما أدى إلى مقتل عشرة من القوات النظامية وجرح سبعة آخرين، مشيراً إلى أن القوات الحكومية أجبرت المتمردين على الفرار. وفي ولاية النيل الأزرق المتاخمة للحدود الأثيوبية، قُتل سبعة مدنيين وأُصيب عشرون آخرون في قصف حكومي على محافظة باو. من جهة أخرى، كشفت «حركة التحرير والعدالة» المشارِكة في السلطة، عن تسلل مسلحين من أفريقيا الوسطى المضطربة إلى دارفور خلال الأيام الماضية. وحذّر القيادي في «حركة التحرير والعدالة» الموقعة على اتفاق الدوحة للسلام في دارفور، مختار عبدالكريم، من خطورة تأثير الصراع المسلح في بانغي على الإقليم، مضيفاً أنه قد يجعل من أفريقيا الوسطى منفذاً جديداً لدعم المتمردين في دارفور. على صعيد آخر، دعا مساعد الرئيس السوداني الجديد إبراهيم غندور، القوى السياسية إلى حوار خارج الغرف المغلقة، مشيداً بمواقف زعيمي حزبي «الأمة» الصادق المهدي و «المؤتمر الشعبي» حسن الترابي. ووصف غندور كل من المهدي والترابي بأنهما من الشخصيات الإيجابية والمؤثرة في الحياة السياسية السودانية. وتابع: «المهدي رجل يتسم بالعقلانية ووطنيته لا تحتاج إلى تقييم من أحد وذكاؤه وقدرته غير مشكوك فيهما، ما جعل مواقفه متوازنة جداً بل الأكثر توازناً». كما اعتبر غندور أن للترابي إسهاماته الفكرية، ومكانته السياسية الوطنية والإقليمية والدولية معلومة، موضحاً أن حزب المؤتمر الشعبي يضم كوادر صاحبة قدرات وفكر. وأضاف: «يُحسَب للمؤتمر الشعبي مواقفه الثابتة من قضية الشريعة والتحالف مع حاملي السلاح ودعاة التغيير المسلح»، مشيراً إلى أن حزب الترابي لم يعلن رفضه للحوار مع الحزب الحاكم.