أعلنت أوكرانيا أمس، أن قواتها تتقدّم نحو موقع تحطّم طائرة الركاب الماليزية شرق البلاد، بعد سيطرتها على مناطق احتلها انفصاليون موالون لروسيا، ما عرقل لليوم الثاني وصول محققين غربيين إلى المكان (للمزيد). في غضون ذلك، ناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما تطورات الأزمة الأوكرانية، في مشاورات هاتفية جماعية مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيسَي الوزراء البريطاني ديفيد كامرون والإيطالي ماتيو رينزي. وأعلنت باريس أن القادة الخمسة «أسفوا لأن روسيا لم تمارس ضغوطاً فعلية على الانفصاليين لحملهم على التفاوض، ولم تتخذ تدابير ملموسة منتظرة منها، لتأمين السيطرة على الحدود الروسية - الأوكرانية». وتابعت أن القادة «أكدوا عزمهم على تبنّي تدابير جديدة» ضد موسكو. في السياق ذاته، أعلنت اليابان أنها «ستجمّد أصول أفراد وجماعات شاركوا في شكل مباشر في ضمّ (شبه جزيرة) القرم وزعزعة استقرار شرق أوكرانيا». لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن العقوبات الغربية على بلاده «لن تحقّق» هدفها، معتبراً أنها قد تجعل روسيا «أكثر استقلالية وأكثر ثقة في قوتها». وأضاف: «لا نستعد للتحرك على أساس مبدأ العين بالعين والسن بالسن، نريد أن نتعامل مع الموقف بتفكير هادئ... التصرف بهستيرية والرد على الضربة بضربة، لا يليق بدولة كبرى». ودعا لافروف إلى إجراء تحقيق «نزيه وعلني» في إسقاط الطائرة الماليزية، لافتاً إلى أن «كل ما عدا ذلك سيُعتبر محاولات مخادعة للتأثير في التحقيق والتشكيك في احتمالات البراءة»، علماً أن مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي اعتبرت أن إسقاط الطائرة يرقى إلى «جريمة حرب». في السياق ذاته، أعلنت السلطات الهولندية أن خبراء الطب الشرعي والشرطيين الأستراليين والهولنديين الذين حاولوا الوصول إلى موقع تحطّم الطائرة، عادوا بسبب سماع «دوي انفجارات» قريبة. وقال اندري ليسينكو، الناطق باسم المجلس الوطني الأوكراني للأمن والدفاع، إن القوات الحكومية تحاول الاقتراب من موقع تحطّم الطائرة، وإجبار الانفصاليين على إخلاء المنطقة، لكنها لا تنفّذ عمليات عسكرية في المحيط المباشر للموقع. وأعلن دخول الجيش الأوكراني مدن شاختارسك وتوريز وديبالتسيفي، واستعادته السيطرة على مرتفع «سافور موغويلا» الاستراتيجي، مشيراً إلى معارك في شنيجنوي وبيرفومايسك. وذكر ليسينكو أن تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة الماليزية أظهر أن سقوطها حدث إثر «انخفاض قوي في الضغط نجم من انفجار هائل بسبب ثقوب أحدثها انفجار صاروخ». إلى ذلك، شككت وزارة الدفاع الروسية في صور وزّعتها واشنطن، معتبرة أنها تثبت أن موسكو قصفت مواقع عسكرية أوكرانية من بطاريات صواريخ على أراضيها، وزوّدت الانفصاليين أسلحة ثقيلة. وأشار ناطق باسم الوزارة إلى «استحالة التأكد من صدقية» الصور. وكان مسؤول بارز في الخارجية الأميركية قال إن الوزير جون كيري الذي تحدث هاتفياً مع لافروف، «لم يقبل نفيه أن تكون أسلحة ثقيلة من روسيا تساهم في النزاع» الأوكراني، وحضه على «وقف إرسال أسلحة ثقيلة وإطلاق صواريخ وقذائف مدفعية من روسيا على أوكرانيا، والبدء بالمساهمة في وقف تصعيد الصراع». إلى ذلك، أعلن لافروف أن مراقبين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا سيتوجهون «في الأيام المقبلة» إلى نقطتَي مراقبة في دونيتسك وغوكوفو، على الحدود بين أوكرانياوروسيا، علماً أن واشنطن تؤكد أن هاتين النقطتين تُستخدمان لتزويد الانفصاليين «أسلحة ثقيلة». واتهم الغرب ب «محاولة تأخير هذه العملية».