واجهت الرئاسة العامة لرعاية الشباب خلال جلسة مجلس الشورى أمس «موجة» من الانتقادات الحادة التي وجهت إليها خلال طرح المجلس التقرير السنوي ل«رعاية الشباب» على طاولة النقاش، وطالب أعضاء عدة خلال مداخلاتهم أمس بإعادة هيكلتها من جديد بهدف تجاوز مرحلة «الاخفاقات» التي عاشتها كما انقسم أعضاء «الشورى» ما بين مؤيد ومعارض لقرار زيادة دعمها في ظل ما تعانيه من ضعف الموارد المالية. فيما وصف عضو الشورى سعود السبيعي تقرير الرئاسة العامة ب«الضعيف»، وقال عضو المجلس الدكتور منصور الكريديس: «هناك دول تعاني من ضعف الموارد المالية، ومع ذلك تقدمت على المملكة بمراتب دولية». ولم يثنِ حضور 4 مسؤولين من إدارة الرئاسة للجلسة، الأعضاء عن توجيه نقدهم الحاد، إذ طالب عضو المجلس بدر الحقيل بتغيير الوجوه الثابتة في الرئاسة، فيما أكد عضو المجلس يحيى الصمعان أن اخفاقات الاتحادات الرياضية في المملكة «تعود لأسباب إدارية وليست مالية». تقريرها ضعيف ونمطي! قال عضو المجلس الدكتور سعود السبيعي إن معلومات الرئاسة في تقريرها الخاص يشوبها «العموم»، وأضاف خلال مداخلته: «ماذا عن جدية ودقة المعلومات التي توردها الرئاسة في التقرير، هل الرئاسة تعمل في فضاء خاص؟! لماذا تأتي تقاريرها دائماً نمطية من دون تغيير». وتابع: «خمسة أبواب في تقريرها ركزت جميعها على الجوانب الرياضية فقط، وتجاهلت الحديث عن اهتمامها بالشباب وماذا قدمت لهم؟ وهذا يدل على عدم اهتمامها بنشاطات الشباب وتركيزها المطلق على الرياضة فقط، الحقيقة أنه لا وجود لأي نشاط اجتماعي قامت به الرئاسة، ولم يسجل التقرير الخاص بها أي نشاط ثقافي، بل جاءت أبواب التقرير «ضعيفة» وركزت على الرياضة فقط». وزاد: «الرئاسة تشكو من غياب التغطية الإعلامية عن أنشطتها المختلفة، لكن الإعلام خصص لها كل شيء، ولم يتبقَ لها إلا التخطيط الجيد، وعلينا أن ندعم إيجاد وزارة خاصة للشباب في المملكة، كون ميول وتوجهات الشباب متعددة الاتجاهات». إعادة هيكلتها من جهته، ذكر عضو مجلس الشورى الدكتور منصور الكريديس أن الرئاسة تشكو بشكل مستمر من قلة الموارد المالية المخصصة لها وأنها تعاني ضعفاً كبيراً في هذا الجانب، وأضاف: «هناك دول تعاني من الضعف في إمكاناتها المالية بشكل يفوق المملكة، ومع ذلك حققت مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية، ونحن مع الآسف نتألم لوضع الرياضة في المملكة ونزول مرتبتها كثيراً، خصوصاً في كرة القدم». وأضاف: «هذه الاخفاقات تؤثر على سمعة المملكة، ويجب أن يكون هناك وقفة جادة من مجلس الشورى لدعم الرئاسة، وأن تكون هناك درس للنهوض بالقطاع الخاص، ودعم الشباب والرياضة، لأن تدني مستوى المملكة رياضياً غير مقبول، وأنا أقدم توصية بإعادة هيكلة الرئاسة من جديد فهي غير قادرة على تحمل كل هذه التداخلات «الشبابية - الثقافية» وفصل هذه الأجهزة عنها أصبح مطلباً». تبريراتها غير مقبولة من جهته، وصف عضو المجلس محمد الخنيزي تبريرات الرئاسة بشأن ضعف الموازنة المالية المخصصة لها من الدولة بالتبريرات غير المقبولة، وقال خلال مداخلته أمس: «تضمن تقرير الرئاسة اخفاقات متنوعة تعرضت لها، مبرراً ذلك بضعف الموازنة المخصصة لها، ومثل هذه التبريرات أمر غير مقبول». وواصل: «دول عدة تعاني ضعف الموارد المالية وأنجزت أهدافها، ومع ذلك يجب أن يكون هناك دعم أكبر للرئاسة، فبمقارنة بسيطة نجد أن موازنة نادي برشلونة الإسباني تتجاوز موازنة الرئاسة العامة لرعاية الشباب لدينا، وهي فعلاً بحاجة إلى جهد أكبر ودعم من المجتمع». 35 مليوناً انتدابات عام واحد! إلى ذلك قال عضو اللجنة الاقتصادية في المجلس المهندس محمد القويحص خلال مداخلته: «علينا في المجلس أن نؤيد وزارة المالية في رفضها لزيادة المخصصات للرئاسة، ففي ظل شكوى الأخيرة من ضعف الجانب المادي نجد أن لديها فائضاً في موازناتها المالية الأخيرة، فمثلاً لديها 29 مليون ريال فائض في موازنة 1431 ه لم تُصرف، ولديها 13 مليون ريال في 1432ه لم تصرف، فكيف تشكو الرئاسة من ضعف في الموارد المالية؟!». وأضاف: «صرفت الرئاسة ما مجموعه 175 مليون رواتب في العام 1432ه، إضافة ل«35 مليون ريال كانتدابات لعام واحد، فكيف صرفت بهذه الطريقة؟». وتابع القويحص: «يجب أن يكون هناك إعادة كاملة لهيكلة الرئاسة من جديد، ويجب أن يتم فصل اتحاد كرة القدم نهائياً عنها كما هو في بعض دول أخرى، إضافة إلى تغيير أنظمة ولوائح الرئاسة من جديد»، كما دعا عضو المجلس إلى إيجاد حلول للتعصب الرياضي في الإعلام والذي وصل إلى حدود العنصرية، على حد وصفه. اتحادات الرياضة عملها المتابعة قال عضو المجلس إحسان عبدالجواد إن الاتحادات الرياضية في المملكة تدار من الرئاسة، وهي مجرد اتحادات للمتابعة، وأضاف: «استقالة الأمير نواف بن فيصل من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، كانت بداية جيدة ويجب أن تستمر وهي خطوة صحيحة لاستقلال الاتحادات الرياضية عن الرئاسة». وتطرق العضو عبدالجواد إلى سعي الرئاسة لتخصيص الأندية الرياضية، وقال: «مشاريع التخصيص أصبحت كالمثل القائل «محلك سر»، فالحديث عن التخصيص كثير، ولكن الرئاسة لا تملك خطة واضحة عنه». دعم أبطال المملكة السابقين ودعا عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد آل مفرح إلى ضرورة أن تلعب الرئاسة دوراً أكبر في العملية الاجتماعية من خلال الرياضيين الذي استسلموا للمنشطات، وقال: «ماذا قدمت الرئاسة لضحايا المنشطات الذين كانوا في يوم من الأيام أبطالاً المملكة، اقترح أن تتولى الرئاسة درس أوضاعهم، ودعمهم مادياً ومعنوياً». وحول أبرز المعوقات التي تواجه الرئاسة قال آل مفرح: «من أهم المعوقات وجود مكاتب للرئاسة في مناطق المملكة بشكل ضعيف، إذ تعاني من قلة أعداد الموظفين، إضافة إلى افتقارها إلى الكوادر الوطنية المؤهلة، والوقت حان من أجل تحويلها إلى وزارة مستقلة». أسباب الإخفاقات إدارية وليست مالية فيما أكد عضو المجلس يحيى الصمعان أن اخفاقات الاتحادات الرياضية في المملكة تعود لأسباب إدارية وليست مالية كما تقول الرئاسة، فيما قال العضو الدكتور عبدالله المعطاني خلال مداخلته إن تقرير الرئاسة يتحدث عن عقود الصيانة أكثر من الحديث عن الشباب. وأضاف المعطاني: «التقرير يعاني من العموم، وإعداد البرامج الثقافية والخطط لخدمة الشباب منسية في التقرير، والنوادي الأدبية والمؤتمرات التي تقام على أرضها أصبحت لا تجذب الشباب، وبالتالي فنحن بحاجة لأن يكون هناك مخرج للشباب وأن نعيد النظر في تنظيم المؤتمرات والأندية الخاصة بالشباب». مشاركة المرأة في أولمبياد لندن حاضرة على رغم الجلسة التي طرحها مجلس الشورى للنقاش على أداء الرئاسة العامة لرعاية الشباب للعامين الماليين 1431-1432ه، لم تشهد الحديث عن مشاركة المرأة السعودية في أولمبياد لندن، إلا أن بعض أعضاء الشورى وجهوا دعوتهم للرئاسة بتبني موقفاً واضحاً. إذ قال عضو المجلس المهندس محمد القويحص: «من المفترض أن نسمع رأي الرئاسة في مشاركة المرأة السعودية في أولمبياد لندن، ويجب أن نسألها عن سبب اختيار السيدة في حمل شعلة الأولمبياد، ولماذا وقع عليها الاختيار فقط؟ ولماذا لا يتم اختيار رجل رياضي له تاريخه في حمل الشعلة بدلاً منها؟». من جهته، قال عضو مجلس الشورى إحسان عبدالجواد خلال مداخلته: «تصريحات الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل الأخيرة حول مشاركة المرأة في أولمبياد لندن المقبلة. ليست واضحة، وموقف الرئاسة تماماً كمن يتقدم خطوة للأمام وأخرى للخلف!».