تعود قضية النقاش حول أداء الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الأعوام الماضية، والسبب خلف إخفاقات بعض الاتحادات الرياضية بالمملكة في تحقيق نتائج متقدمة إلى الواجهة مجدداً، إذ يناقش مجلس الشورى في جلسة موسعة اليوم تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب بالمجلس والخاص عن فترة عمل الرئاسة خلال العامين الماضيين، -الممتدة من 1430/1431ه -1431/1432ه-، ومن المتوقع أن تشهد الجلسة نقاشاً ساخناً، إذ سبق لبعض أعضاء المجلس أن وجهوا انتقادات حادة لأداء الرئاسة في الأعوام الماضية. ووصف أعضاء في مجلس الشورى أداء الرئاسة ب«المتدني»، وأكدوا في حديث إلى «الحياة» ضرورة عمل الرئاسة على خلق خطة استراتيجية للأعوام المقبلة، توضح ما تود القيام به خدمة للمجتمع والشباب. وقال عضو المجلس في لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب الدكتور مشعل آل علي في حديث إلى «الحياة» أمس: «الجميع يلاحظ المستوى المتدني لأداء وإنجازات الرئاسة، على رغم أن الشباب لدينا بحاجة ينتظر دورها في احتوائه، إذ يجب عليها أن تفتح مقارها بشكل دائم لهم خدمة منها للمجتمع والشباب». وأضاف: «الرئاسة في ردودها على المجلس تشتكي من الموازنة المالية التي يتم تخصيصها لها، والحقيقة أنه لا بد أن يكون لها دعم مالي، وأن يحضر لها ممثل في مجلس الوزراء، وعليها أيضاً أن تتوسع في توجهات الأنشطة التي تقدمها، وأن لا تركز على لعبة واحدة فقط، وكذلك أن يكون لديها لجان تخطط للعمل الاستراتيجي الشبابي في المملكة الذي تنوي أن تقوم العمل به، وأن تعود لسابق عهدها». وتابع: «الشباب لدينا بحاجة إلى الاهتمام الكبير، وعلى الرئاسة أن تفتح مقارها لهم وأن يكون لديها نواد للإنترنت، وأن تكون لائقة بهم وتنسجم مع الأسلوب الاجتماعي العام، ودعا العضو العلي إلى أن تعود الأندية الأدبية إلى حضن الرئاسة مجدداً بدلاً من وزارة الثقافة والإعلام». وقدم العلي مقترحاً للرئاسة العامة لرعاية الشباب، ينص على أن تقوم بموجبه «الرئاسة» بالسماح للشباب في الاشتراك بالأندية الرياضية «الخاصة»، وتتحمل التكاليف المالية كافة لها. وحول دعوة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل للمناقشة داخل مجلس الشورى قال العلي: «الحقيقة أن الرئيس العام لا يتحرج من وجوده في المجلس، ويتمنى الحضور في أي وقت للنقاش معه». من جهته، قال عضو المجلس طلال بكري أن الرئاسة تشتكي من الموازنة المالية المخصصة لها، وردت بأنها لا تستطيع أن تنجز أكثر مما تم إنجازه، وأضاف: «الصيانة في الرئاسة تستهلك جزءاً كبيراً من موازنتها، والرئاسة ردت على ذلك بأن منشآتها قديمة، وتشتكي في تقريرها من إعانات الأندية المخفضة، وتدعو إلى إعادتها لما كان يخصص لها في السابق». وقال بكري ل«الحياة»: «من وجهة نظري الشخصية فإن بعض أعمال الرئاسة يجب أن تعتمد على الروح الوطنية، أكثر من الموارد المالية والمطالبة بها، لأننا نجد أن الروح الوطنية لدى بعض اللاعبين في مختلف الاتحادات «تلاشت»، ويبدو واضحاً للجميع أن أداءهم في أنديتهم أفضل من أدائهم مع المنتخب، وما زالت انتكاسات الاتحادات الرياضية تتكرر يومياً»، وتابع: «للأسف إنجازات الاتحادات الرياضية لدينا مخيبة للآمال في كل الاتجاهات، إلا أنشطة المعوقين فقط». وسبق للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل أن ألتقى عدداً من أعضاء مجلس الشورى في الأسبوعين الماضيين، وشرح لهم المعوقات التي تواجه الرئاسة ومنها قلة الدعم المالي المخصص لها، وأوضح ان موازنة اللجنة الأولمبية السعودية هي الأقل مقارنة بدول الخليج، إذ تحصل اللجنة الأولمبية السعودية على 10 ملايين ريال سنوياً في مقابل 100 مليون ريال للجنة الأولمبية القطرية و50 مليون ريال للبحرينية».