واصل مقاتلو «الجيش السوري الحر» تقدمهم في ريف حماة وسط سورية بالتزامن مع احتدام المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي «الدولة الإسلامية» (داعش) في شرق البلاد، في وقت صعّد الطيران قصفه على حلب شمالاً عشية عيد الفطر. وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» ان «الثوار سيطروا على ثلاثة حواجز في بلدة قمحانة في ريف حماة الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام اسفرت عن مقتل 25 عنصراً نظامياً». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» افاد بتقدم كتائب عدة على رأسها «الجبهة الإسلامية» في ريف حماة، قائلاً ان هذه الكتائب تمكنت من السيطرة على بلدتي خطاب ورحبة في ريف حماة الشمالي الغربي «عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام». وتكمن أهمية هذا التقدم في مستودعات السلاح الموجودة في المنطقة، والتي استولى عليها المقاتلون، وفي موقع المنطقة على بعد حوالى ثمانية كيلومترات من مطار حماة العسكري الذي يتعرض لهجوم من الكتائب المقاتلة، وفق «المرصد». وأفاد «مركز حماة الإعلامي» بأن «الرحبة العسكرية تعد مركزاً كبيراً لقوات النظام في ريف حماة الغربي والشمالي. كما أنها تحوي الكثير من الذخائر والأسلحة والعتاد والدبابات، في حين أن موقعها الاستراتيجي الملاصق لمطار حماة العسكري يعد مدخلاً مهماً (...) تمهيداً لعمليات عسكرية في اتجاهه». وكانت سبع فصائل عسكرية أطلقت معركة «غزوة بدر الكبرى» صباح الجمعة بهدف السيطرة على رحبة خطاب ومطار حماة العسكري ونقاط اخرى في ريف حماة. وأشار المركز الى «تدمير مروحيتين للنظام داخل مطار حماة العسكري، بالإضافة الى تدمير سيارة كان بداخلها براميل متفجرة، جراء استهدافه بأكثر من خمسين صاروخ غراد». في شمال شرقي البلاد، احتدمت المواجهة بين «داعش» وقوات النظام بعد سيطرة التنظيم على «فوج الميلبية» المعروف أيضاً ب «الفوج 121». وأفاد موقع «زمان الوصل» بإن «قائد الفوج اللواء مزيد سلامة ونائبه العميد الركن نضال أحمد محمّد والنقيب مجد أحمد الحسن قُتلوا مع جنود آخرين من قوات الأسد المدعومة بميليشيات في المعارك مع مقاتلي تنظيم «الدولة» على أسوار الفوج». وأشار الموقع إلى أن «داعش» يشن هجوماً على مواقع النظام في مدينة الحسكة من ثلاثة محاور وهي: محور الشدادي - الحسكة، محور الهول - الحسكة، ومحور محطة أبيض - الحسكة من الجهة الغربية. وكان مقاتلو «الدولة الإسلامية» استولوا الجمعة على مقر «الفرقة 17» شمال مدينة الرقة، في مقابل استعادة النظام السيطرة على حقل غاز في وسط البلاد. في حلب شمالاً، افادت «الهيئة العامة للثورة» بمقتل عشرة مدنيين وجرح آخرين ب «براميل متفجرة» ألقتها مروحيات على أحياء في المدينة. وأوضح «مركز حلب الإعلامي» ان «شخصاً قتل وسبعة جرحوا بسقوط برميلين متفجّرين على حي الشعار، فيما اصيبت طفلة بجروح عقب سقوط برميل متفجّر على حي الصالحين. وألقت الطائرات المروحية ثلاثة براميل على أحياء مساكن هنانو وطريق الباب وجسر الحج». الى ذلك، أعلنت «الجبهة الإسلامية» في حلب وريفها حل كل الفصائل الأخرى التابعة لها مقابل التوحد باسم واحد بقيادة عبد العزيز سلامة الذي تولى قيادة «لواء التوحيد» بعد اغتيال عبد القادر صالح. وكانت «الجبهة الإسلامية» تشكلت من عدد من الفصائل الإسلامية بينها «صقور الشام» بقيادة احمد عيسى الشيخ و «احرار الشام» بقيادة حسان عبود (ابو عبد الله) و «التوحيد» و «جيش الإسلام» برئاسة زهران علوش. وجاء في فيديو بث امس ان كل الفصائل ألغت مسمياتها السابقة وبدأت العمل تحت اسم «الجبهة الإسلامية». وقال «ابو حمزة الفجر» في بيان ان الخطة المستقبلية تتضمن توحد كل الفصائل تحت الاسم نفسه. ويأتي قرار التوحد في وقت يجري الحديث عن اعادة هيكلة «الجيش الحر» وتشكيل قيادة جديدة و «جيش وطني».