سجل اشتباك بالأيدي والآلات الحادة أمس، بين شباب من منطقة البحصاص في طرابلس على خلفية محاولة إزالة لافتة كانت مرفوعة كتب عليها «مبروك إطلاق سراح العميل فايز كرم ونطالب بإعدام الموقوفين الإسلاميين من دون محاكمة». وذكرت الوكالة «الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية أن عدداً من الشبان حاولوا إزالة هذه اللافتة فتصدت لهم مجموعة من أبناء البحصاص ودار اشتباك بينهم وحضرت القوى الأمنية وعملت على إنهاء الإشكال وتوقيف المتورطين. وكان موضوع إطلاق العميد كرم بعد خفض محكوميته بتهمة العمالة لإسرائيل والطريقة التي استقبل بها من قبل أنصار «التيار الوطني الحر» أثارت سلسلة مواقف مستنكرة. وقطع أهالي البداوي - وادي النحلة الطريق الدولية بالاتجاهين بعد صلاة الجمعة، احتجاجاً على «عدم إطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين وعدم محاكمتهم على رغم مرور ما يزيد على أربع سنوات على توقيفهم في حين تصدر الأحكام سريعاً بحق العملاء ثم تشرع لهم القوانين لإطلاقهم من السجن فوراً كما حصل مع العميل فايز كرم». ورفع المئات من أبناء البداوي لافتات دانت «الكيل بمكيالين في أداء السلطة القضائية والسياسية». وازدحمت السيارات في أرتال متراصة ما بين طرابلس وعكار والحدود السورية في الشمال. سجين يخاطب اهالي البداوي وتحدث خلال قطع الطريق عبر الهاتف من سجن رومية وعبر مكبرات الصوت الموقوف الشيخ خالد سيف، متساءلاً عن دور القضاء والسلطة السياسية، وسأل: «ماذا يريدون منا بعد أن غيبنا الظلم عنكم لأكثر من 4 سنوات من دون محاكمات ومن دون قبول طلبات إخلاء السبيل؟ هذا ظلم صريح وظاهر للعيان، ليس لشيء إلا لأننا استجبنا لأمر الله، نحن أنقذنا بعض الجرحى ولم نقم بأي عمل إجرامي أو تنظيمي لمصلحة من اقتتل مع الجيش اللبناني». واضاف قائلاً: «نحن نعتقل كل هذه السنوات ولا حل يذكر حتى اليوم بينما العملاء يخرجون من سجونهم بأقل من سنتين كما خرج العميل كرم، العميل الخائن خيانة عظمى لوطنه وبواسطته دمر ما دمر وقتل من قتل من أبناء لبنان يخرج بهذه السرعة؟». وسأل الشيخ سامي الحاج باسم الأهالي عن ذنب الموقوفين غير «أنهم أجاروا أناساً لجأوا إليهم وهم جرحى لمدة أسبوع من دون معرفة مسبقة منهم أو تنسيق. فهل يقارن هذا العمل بمن خان وطنه وتعامل مع العدو وساعده على تدمير لبنان وقتل أبنائه؟». وأكد مواصلة «قطع الطريق والاعتصام أسبوعياً وتصعيد خطواتنا المقبلة ولن نقبل بعد اليوم أن يكون هناك صيف وشتاء على سقف واحد». وواكبت عملية قطع الطريق عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ولم يسجل أي حادث مخل بالأمن العام. وفي السياق نفسه، يعمد ناشطون من المجتمع المدني الى اقامة تجمعات متفرقة في محيط المحكمة العسكرية احتجاجاً على إطلاق العميد كرم رافعين لافتات منها «من أقوال فايز كرم: أنا عميل»، و«فايز كرم حر وشهداء وطني عملاء». و«تباً لزعماء جعلوا من العمالة وجهة نظر».