دعا البطريرك الماروني نصر الله صفير في رسالة الفصح، المسيحيين اللبنانيين مقيمين ومنتشرين، الى الالتفاف «حول وطنهم ورئيسه والمسؤولين عن مقدراته، والعمل على اعلاء شأنه والحفاظ على كيانه وحرماته، وان يتناسوا ما بينهم من حزازات وأحقاد، ويعاملوا بعضهم بعضاً بالحسنى والاحترام المتبادل». وجاءت دعوة صفير في رسالة الفصح التي وجهها الى المسيحيين بعنوان «انه قام كما قال»، واعتبر فيها ان «الموت في نظر المؤمنين، هو طريق الحياة الباقية، وعليهم ان يعيشوا عيشة يستأهلون معها مرضاة الله، حتى اذا مثلوا بين يديه، نالوا حظ المتقين». ورأى صفير ان «ما يدور حولنا من شؤون لا يدعو الى الرضى والطمأنينة. ان المواطنين، في معظمهم، يشكون من الوضع الامني. وهناك عصابات لا تتورع عن السرقة بالخلع واقتحام البيوت، وشهر السلاح، والقتل، وتهريب المواد الممنوعة، طمعاً بمال او بمقتنى. وهناك بعض اعتداءات على الاناس القابعين في بيوتهم، وخروج على الانظمة والقوانين، واخلال بالأمن على وجه الإجمال، وان تحسن الوضع في المدة الاخيرة». واعتبر ان «هذا يعود الى انقسام في الرأي على صعيد الدولة. فأصبحت اعلى المقامات عرضة للانتقاد والتهميش، ولم يعد لأي مقام عصمة وحرمة، وهذا ما لم يتعوده لبنان في ما سلف من الايام». وكان صفير ترأس امس، رتبة دفن السيد المسيح على مذبح الكنيسة الخارجية في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة، النائب البطريركي المطران سمير مظلوم، المطران شكر الله حرب، الامين العام للبطريركية الخوري جوزف البواري، امين سر البطريركية المونسينيور يوسف طوق وامين سر البطريرك الخوري ميشال عويط. وحضرت الصلاة فعاليات سياسية ونقابية واجتماعية. والقى صفير عظة دينية. وعمت احتفالات تذكارية لموت المسيح ودفنه في مختلف المناطق اللبنانية، وارتفعت الصلوات وسارت الزياحات والمسيرات التي جسدت المراحل الأربع عشرة لرتبة درب الصليب. وشارك الرئيس اللبناني ميشال سليمان وزوجته وفاء في رتبة دفن السيد المسيح في جامعة الروح القدس - الكسليك، والتي رأسها الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي الياس خليفة. وحضر الصلاة الوزراء زياد بارود، جبران باسيل، يوسف سعادة، بطرس حرب وجان أوغاسابيان والنواب: ابراهيم كنعان، غسان مخيبر، حكمت ديب، جورج عدوان، أنطوان زهرا، نعمة الله أبي نصر، إيلي عون، سامر سعادة، يوسف خليل، فريد الخازن، نبيل نقولا، نديم الجميل، سامي الجميل، فؤاد السعد، فادي الهبر وآغوب بقرادونيان وعدد من الوزراء والنواب السابقين، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، والسفير البابوي لدى لبنان غبريال كاتشا وقيادات أمنية وعسكرية وهيئات ديبلوماسية وسياسية وقضائية واقتصادية واجتماعية. والقى الاباتي خليفة عظة خاطب فيها رئيس الجمهورية قائلاً: «نصلي اليوم من أجلكم وأنتم مؤتمنون على وديعة هذا البلد الرسالة، لكي يأخذ الرب بيمينكم، ويساندكم في مهامكم، وكلنا ثقة بما يعتمر قلبكم من مشاعر الإيمان والرجاء والمحبة، وما تتحلون به من قيم وأنتم ربيب مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، فتكونون يا صاحب الفخامة قيرواني لبنان تعينونه على حمل الصليب لكي يبلغ فجر القيامة الحقيقية في وحدة أبنائه كافّة وفي نهوض دولة القيم». وتوجه الاباتي خليفة بكلمة «تعزية خاصة للسفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون رافعين الصلاة من أجل راحة نفس زوجته التي قضت في حادثة تحطم الطائرة الإثيوبية مع جميع الضحايا الآخرين الذين قضوا في الحادثة نفسها».