خصص «المنتدى العربي لقصيدة النثر» أولى جلساته لمناقشة ديوان «سارق الحدائق» للأديب والشاعر العراقي خضير ميري. الفاعلية التي أقيمت في مبنى نقابة الصحافيين المصريين في القاهرة وشارك فيها الناقد والمفكر الدكتور عبدالمنعم تليمة، والشاعر العراقي أمجد سعيد، والروائي العراقي حسن متعب وعدد من شعراء قصيدة النثر المصريين والعرب، كانت بمثابة تدشين فعلي للمنتدى. وفي كلمته أكد مدير المنتدى الشاعر صبحي موسى أن ليس للتيارات الفنية من تحقق من دون خوض الصراع على أرض الواقع، وأن هذا لن يحدث من دون وجود مشاريع أداء كبرى للإعلان عن الذات، وبلوغها مناط القدرة على التعبير عن هموم الجماعة البشرية المحتضنة لها. وأوضح أن فكرة المنتدى جاءت انطلاقاً من المبادئ التي أقرها الملتقى الأول لقصيدة النثر والذي دعا إليه الشاعر فتحي عبدالله، ومن بينها البحث عن أدوات العمل الثقافي الموطدة لحضور هذا النص الشعري في الشارع العربي. وقال موسى: «نسعى لأن يكون المنتدى العربي لقصيدة النثر نقطة انطلاقنا نحو مشاريع ثقافية أخرى، كإصدار مجلة باسم قصيدة النثر، وإنشاء أنطولوجيا لشعراء قصيدة النثر المصريين والعرب في شكل دوري، وأن تترجم هذه الأنطولوجيا إلى اللغة الإنكليزية، وأن تنشر في البدء من خلال موقع يحمل اسم «قصيدة النثر العربية»، إلى أن نتمكن من وجود ناشر أجنبي يقوم بإصدارها في الغرب». أما الناقد عبدالمنعم تليمة، فأكد في بداية حديثه أن التعامل مع قصيدة النثر ينبغي أن يتم بعد رفع كلمة «نثرية» عنها، ووضع كلمة «نص» بدلاً منها، معتبراً أن مثل هذه التصنيفات هي في الواقع تعقيدات تحيط بالمصادرة الإبداعية. وفي قراءته النقدية لديوان «سارق الحدائق» توقف تليمة عند ثلاث نقاط مهمة هي: الفن والملحمية والسيرة الذاتية. الشاعر العراقي أمجد سعيد قدم شهادة حول الشاعر مشيراً الى روايته «أيام الجنون والعسل» وكيف أثبتت أنها ليست فقط حكاية مأسوية عن قصف الطائرات الأميركية وقتلها المئات من نزلاء مستشفى الشماعية، إنما هي شهادة إدانة ضد هذا العدوان وإعلان براءة من حضارة اتسخت إلى حد «أنها قطعت أوصال بشر يعيشون شعريتهم». واعتبر الروائي العراقي حسن متعب «أن الشاعر خضير ميري يحاول أن يتقرب من واقعه عبر نتاجه الأدبي، لافتاً إلى أنه حين كان يضع خطواته الأولى في عالم الفكر والفلسفة اتهمه الجهلاء بالعمالة، ولما لم يجدوا دليلاً وضعوه في المصحات العقلية». وبعد أن ألقى مقاطع من ديوانه، قال ميري: «كانت الكتابة بالنسبة الي عادة يومية، لم أكن أفكر أن ما أكتبه سينشر، عملت في مهن كثيرة، كحارس بناء، وبائع جرائد، سجنت مرات لأسباب مختلفة، دخلت مصحة للأمراض العقلية في بغداد. ومنحتني تجربة المصحات أبعاداً أخرى للكتابة». وخضير ميري ناقد وأديب وشاعر عراقي غادر العراق قبل أعوام.