إن كانت تجربة الهلال طوال تاريخه قد أقنعت الجماهير بقاعدة، فهي أن ناديهم لم يقف يوماً على أحد، والحديث ليس عن الرؤساء هنا، أو حتى اللاعبين، الحديث عن الجميع، والألقاب أكدت ذلك حتى لغير الهلاليين، فالرئيس الذهبي بندر بن محمد لم يغب طويلاً حتى جاء بعده محمد بن فيصل، وتلاهم عبدالرحمن بن مساعد، وقبلهم الكثير مثل سعود بن تركي، وعبدالله بن سعد رحمه الله، وآخرون لن يتسع المجال لذكرهم جميعاً، لكنهم تشاركوا الألقاب المميزة نظير ما قدموه. لكن الواقع اليوم مختلف، فالأندية التي كانت تعتمد في الماضي على أرقام مادية تبدو منطقية ومقبولة، لم تعد اليوم قادرة على النهوض، وتحمل الأعباء المادية كافة، حتى بوجود دعم شركات الاتصالات. وفي الوقت الذي يمضي فيه الرئيس الهلالي الحالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد عامه الأخير مع الفريق، وفي ظل عدم وضوح الصورة حول حقيقة بقائه أو رحيله، ومن سيحل بدلاً منه، يبدو أن الصيف الأزرق هذا العام سيكون مشتعلاً، وأن الرئاسة التي حلت قضيتها بهدوء قبل أربعة أعوام حين انحصر التنافس بين الأميرين بندر بن محمد وعبدالرحمن بن مساعد لتنتهي القضية بمشهد جميل قرر خلاله الأول التنازل للثاني عن الرئاسة، بل وخرج للإعلام مؤكداً أنه منح الرئيس الجديد صوته لن تعيش الوضع ذاته هذه المرة. فالأخبار التي تشير إلى نية الرئيس الذهبي الأمير بندر بن محمد بالترشح للرئاسة باتت تروج هذه الأيام على رغم أن الرئيس الحالي أكد نيته دخول السباق لفترة رئاسية ثانية، ما يعني وببساطة أن القضية لن تمضي بهدوء، وستتطلب من الرئيسين الدخول في صراع حصد الأصوات الشرفية القادرة على ضمان المقعد الساخن، ولن يقف الأمر عند هذين الاسمين فقط، بل قد نرى في الأيام المقبلة أسماء جديدة تنتظر فرصة الفوز. لكن السؤال الأهم هو، من الأكثر قدرة على خدمة الفريق في المنافسات المقبلة؟ فالصوت الهلالي المطالب برحيل الرئيس الحالي يستند في مطالبه على عجز الفريق خلال الأعوام المقبلة عن خطف اللقب الآسيوي، إضافة إلى ما عانه الأزرق هذا العام بعد أن خسر وبنسبة كبيرة فرصة المنافسة على لقب الدوري، لكنه يتغافل في الوقت ذاته ان الإدارة ذاتها غيرت منهج العمل في الفريق بشكل عام، فما قدمته من دعم مالي طوال الأعوام الماضية لم يسبق أن قدمته أي من الإدارات السابقة، فتعاقدات مثل نيفيز وويلهامسون ورادوي، باتت جزءاً عادياً من مطالبات الجماهير في كل موسم، لكنها في واقع الأمر ليست كذلك، كون المبالغ القادرة على توفير هذه الأسماء من المستحيل أن يوفرها دعم الشريك الاستراتيجي وحده. برأيي أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد قادر من خلال أخطاء إدارته في هذا العام على إظهار الفريق بشكل مختلف في الموسم المقبل، وإعادته إلى سابق عهده، لكن هذا لا ينطبق على ابن مساعد وحده، فأي رئيس قادر على توفير الموازنات ذاتها، سينجح بالنهوض في الفريق، لكن المرعب حقاً أن يعتمد الرئيس الجديد على ما تجود به نفوس أعضاء الشرف أو يكتفي بدعم الشريك فذلك ما عاد مقنعاً، أو كافياً لصناعة الفريق بعد ما مر به. [email protected]