علمت «الحياة» أن القيادي في «الجماعة الإسلامية» مرتضى خليفة المكنى «أبو عائشة»، سيعود إلى مصر غداً من اليمن بعد أكثر من 25 عاماً قضاها في الخارج. وكان خليفة من قيادات «الجماعة الإسلامية» في صعيد مصر، وهو من مواليد محافظة أسيوط وفي منتصف العقد السادس من العمر، كما أنه اتهم في قضية قتل الرئيس السابق أنور السادات وبرَّأته المحكمة، وبعدها تولى مسؤول الدعوة في الجماعة في الصعيد، ثم اتُّهم في نهاية الثمانينات في قضية حرق نوادي الفيديو، وحُكِم عليه بالسجن 5 سنوات. لكنه فرَّ إلى اليمن وتنقل منها إلى دول عدة عرفت منها السعودية، واستقر في اليمن قبل أكثر من 15 عاماً، وظل فيها إلى أن أسقطت الانتفاضة الشعبية الرئيس المخلوع حسني مبارك العام الماضي، وأجرت «الجماعة الإسلامية» اتصالات مع السلطات اليمنية والمصرية من أجل عودته، خصوصاً بعد أن برَّأت محكمة شركاءه في قضية حرق نوادي الفيديو. وقال مسؤول العلاقات الخارجية في «الجماعة الإسلامية» محمد ياسين ل «الحياة» إن «ملف خليفة تمت تسويته وسيعود إلى القاهرة مع واحد من أبنائه الخميس قادمين من صنعاء بعد أن سمحت السلطات اليمنية بعودة الإسلاميين المصريين إلى بلدهم»، مشيراً إلى أن «خليفة سيمثل أمام محكمة لإعادة محاكمته في القضية المتهم فيها وينتظر تبرئته أسوة بزملائه». ولفت إلى أن زوجة خليفة و10 من أبنائه عادوا من اليمن قبل أيام. وكان القيادي في «الجماعة الإسلامية» جمال عبدالرحيم المكنى «أبو سليمان» وعضو في جماعة «الجهاد» هو سيد محمد عبداللطيف عادا من اليمن قبل أسابيع. ولا يزال عدد من قيادات الجماعتين في اليمن بانتظار إنهاء أوراق ترحيلهم إلى مصر، فضلاً عن ثلاثة قياديين من «الجهاد» سيعودون قريباً من السودان، وهم محكومون في قضايا عسكرية. من جهة أخرى، ينتظر القيادي في «الجهاد» أحمد صلاح الأنصاري محاكمته في تركيا في 19 نيسان (أبريل) الجاري. وكان الأنصاري برز كقيادي في أفغانستان، وسافر إلى باكستان، ومنها إلى إيران، وهناك أبلغته السلطات ضرورة مغادرة أراضيها في ضوء رغبتها في إغلاق ملف الإسلاميين المصريين، فتسلل إلى تركيا وأوقفته السلطات هناك، لكن السفارة المصرية تدخلت وسعت إلى إغلاق ملفه في شكل قانوني. وبعد أن كاد الأنصاري يغادر تركيا إلى مصر، اعتقلته السلطات ضمن مجموعة من الإسلاميين العرب كانوا مراقبين، ووجهت إليهم تهمة الارتباط بتنظيم «القاعدة». وكشفت مصادر أن الأنصاري مكث في العراق لسنوات، وقاتل ضد الأميركيين قبل أن يغادر بعد تضييق القوات الأميركية الخناق عليه.