أكد الاتحاد الأوروبي تصميمه على تصعيد لهجته حيال روسيا بعد تحطم الطائرة الماليزية ومقتل ركابها ال 298 بصاروخ ارض - جو تعتقد الاستخبارات الغربية بأن الانفصاليين الموالين لروسيا اطلقوه شرق اوكرانيا قبل تسعة ايام، وفرض عقوبات على قادة في اجهزة الاستخبارات الروسية ومسؤولين أمنيين. وردت موسكو بأن «القرار اجراء غير مسؤول يضع عملياً التعاون الأمني الإقليمي والدولي في خطر، والذي يشمل الحرب ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب والجريمة المنظمة وتحديات وأخطاراً أخرى». وتعليقاً على اتهام البيت الأبيض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «مذنب» في اسقاط الطائرة الماليزية، افادت وزارة الخارجية الروسية بأن «الولاياتالمتحدة تتحمل بعض مسؤولية الصراع في اوكرانيا وتداعياته الخطرة، عبر دفعها سلطات كييف نحو القمع القسري للسكان الناطقين بالروسية». وأمس، قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أن بلاده «لا تشهد حرباً أهلية في الشرق، لكنها تحارب مرتزقة أجانب، علماً ان الساعات ال 24 الأخيرة شهدت مقتل 9 مدنيين و4 جنود في مواجهات بمنطقة لوغانسك، كما سمعت اصداء انفجارات قوية على فترات منتظمة في حي اوكتيابرسكي القريب من مطار دونيتسك. وأدرج الاتحاد الأوروبي أسماء 15 روسياً وأوكرانيا و18 كياناً إلى لائحة العقوبات الخاصة بأزمة اوكرانيا، والتي تشمل تجميد ممتلكات وحظر سفر. وباتت تضم أسماء 87 شخصاً و20 كياناً. وبين الأسماء الروسية الجديدة رئيس جهاز الأمن الفيديرالي نيكولاي بورتنيكوف ورئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف وسكرتير مجلسي الأمن نيكولاي باتروشيف والرئيس الشيشاني رمضان قديروف، علماً ان اسماء اثرياء مقربين من الرئيس فلاديمير بوتين ستندرج على اللائحة بعد غد. وأوضح الاتحاد ان مسؤولي الاستخبارات الروسية ادرجوا على اللائحة «لمساهمتهم في اعداد سياسة الحكومة التي تهدد وحدة اراضي اوكرانيا وسلامتها وسيادتها واستقلالها. اما قديروف فأدلى بتصريحات مؤيدة لضم روسيا غير الشرعي لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، وللتمرد المسلح في اوكرانيا، وأعلن مطلع حزيران (يونيو) الماضي انه مستعد لإرسال 74 ألف متطوع شيشاني الى اوكرانيا اذا طلب منه ذلك». وأشار الاتحاد الى ان اسم النائب في الدوما (مجلس النواب الروسي) ميخائيل ديغتياريف أدرج على اللائحة «لأنه طالب، بحكم الأمر الواقع، بفتح سفارة لجمهورية دونيتسك الشعبية غير المعترف بها دولياً في موسكو». وبين الكيانات المستهدفة بالعقوبات ميليشيات ومجموعات مسلحة غير قانونية، مثل جيش الجنوب الشرقي (انفصالي). ومن الشركات مجموعة فندقية تتواجد في القرم ويالطا، وأخرى لصناعة السفن. ويفترض ان يسرّع الاتحاد وتيرة تحركاته الأسبوع المقبل لفرض عقوبات اقتصادية واسعة للمرة الأولى، تشمل دخول أسواق المال ومبيعات الأسلحة والتقنيات الحساسة في مجال الطاقة والسلع ذات الاستخدام المزدوج العسكري والمدني. لكنه سيستبعد الجانب التكنولوجي من أجل قطاع الغاز الحيوي. ولفت تأييد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير العقوبات الأوروبية بشدة، رغم أن بلاده ترتبط بعلاقات تجارية وثيقة مع روسيا. وقال لصحيفة «سودويتش تسايتونج»: بعد وفاة 300 شخص بريئ على متن الطائرة الماليزية، وتجول مقاتلين حول موقع التحطم في شكل مهين، لم يترك سلوك روسيا لنا خياراً آخر». وزاد: «نظل ملتزمين باتخاذ اجراءات صيغت بذكاء واتفق عليها الجميع لزيادة الضغط، وبإجراء محادثات جدية مع روسيا».