فشل البرلمان الأوكراني ليل الجمعة، في التصويت على استقالة رئيس الوزراء آرسيني ياتسينيوك والتي أوجدت أزمة سياسية تؤثر على صورة السلطات التي يجب ان تدير الحرب مع الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، وكذلك الوضع الاقتصادي الكارثي وتبعات تحطم الطائرة الماليزية التي يعتقد بأن المتمردين اسقطوها قبل 10 أيام وعلى متنها 298 شخصاً. وقتل 14 شخصاً في معارك الساعات ال24 الأخيرة في دونيتسك واثنان آخران في لوغانسك، فيما اعلن الجيش سقوط 13 عسكرياً في صفوفه. وافادت وزارة الداخلية الأوكرانية بأن رئيس بلدية مدينة كريمينتشوك (وسط) اوليه باباييف قتل برصاص مجهولين أمس. وقال انطون جيراشتشينكو، أحد مساعدي وزير الداخلية، ان «باباييف نال تأييد عدد كبير من الناس في كريمينتشوك خلال الاحتجاجات على الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، بعدما أيد ناشطين أراد النائب العام والشرطة المحلية سجنهم». كذلك، اصابت قذيفة منزل رئيس بلدية مدينة لفيف (غرب) والذي لم يتواجد أحد فيه. وأرجأ البرلمان جلسته الى الخميس لبت مسألة استقالة ياتسينيوك التي جاءت بعد حل التحالف الحكومي في البرلمان تمهيداً لتنظيم انتخابات مبكرة مرتقبة في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، اضافة الى استقبال بعثة أمن دولية لضمان أمن خبراء دوليين يحققون في موقع تحطم الطائرة الماليزية. وكان الرئيس بيترو بوروشينكو أمل بمواصلة العمل مع ياتسينيوك، مبرراً قراره برفض النواب دعم اصلاحات لا تتمتع بشعبية لكن لا بد منها للحصول على قروض دولية للبلاد التي تواجه خطر الافلاس. ودعت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد سلطات كييف الى تطبيق حازم لبرنامج الاصلاحات التي طلبها الصندوق، بعدما وافق في نهاية نيسان (ابريل) الماضي على سلفة قيمتها 17 بليون دولار لأوكرانيا، ووافق مسبقاً في منتصف الشهر الجاري على تسديد دفعة قيمتها 1,4 بليون دولار شرط ان تواصل السلطات اعتماد الاصلاحات الاقتصادية التي طلبها الصندوق. وأشار الصندوق الى ان لاغارد أجرت محادثات مع الرئيس بوروشينكو ورئيس الوزراء المستقيل ياتسينيوك للتأكد من قدرة «السلطات على تطبيق البرنامج» المتفق عليه مع الصندوق، علماً ان بوروشينكو بلّغ جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي ان حل الإئتلاف الحاكم في البرلمان الأوكراني لن يمنع الحكومة من مواصلة عملها لمعالجة الإصلاحات الاقتصادية المهمة. ويتوقع الصندوق تقلص الاقتصاد الأوكراني بنسبة 6,5 في المئة هذه السنة بسبب النزاع المسلح في الشرق الانفصالي، وطلب مساعدة اضافية في حال التصعيد. ويعتبر خبراء ان الخلاف داخل الفريق القيادي الموالي للغرب المنقسم حول الانتخابات الاشتراعية يأتي في وقت غير مناسب، وبينهم فولوديمير فيسينكو الذي قال: «لا يمكن التصرف بهذا الشكل في زمن الحرب. وأي انقسام في وحدة السلطة ستستغله روسيا». وكان حزب «باتكتيفشتينا» الذي تقوده رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو وينتمي اليه ياتسينيوك، ندّد ب «فتح جبهة ثانية» داخل البلاد، وقال: «بين السلام والفوضى، تختار اوكرانيا مع الأسف الفوضى السياسية». الطائرة الماليزية وفيما يعقّد سقوط الطائرة الماليزية في منطقة تخضع لسيطرة الانفصاليين الذين اتهموا باطلاق الصاروخ، التحقيق وانتشال الجثث، لم يعرف رد الفعل المحتمل للمتمردين على نشر مسلحين في بعثة الأمن الدولية المقترحة، بموجب اتفاقين ابرمتهما كييف مع هولندا واستراليا اللتين قتل 193 و28 من رعاياهما على التوالي. وقال ميخائيل بوسيوركيف، الناطق باسم وفد منظمة الأمن والتعاون الأوروبية: «أبلغنا الانفصاليون انهم سيقبلون بنشر بين 25 و30 أجنبياً في الموقع، حيث لا تزال تتواجد جثث او اشلاء». وشارك وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس ونظيره الاسترالي جولي بيشوب في خاركيف اول من امس في مراسم نقل جثث جديدة الى هولندا، علماً ان آخر النعوش نقلت الى هولندا أمس. وفي سيدني، قال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت: «بالتأكيد هناك جثث لم تنتشل في الموقع، ما يؤكد ضرورة نشر بعثة دولية هناك». وزاد: «انها مهمة انسانية، ويستطيع آخرون من اوروبا الوسطى المشاركة اذا رغبوا في ذلك، لكن هدفنا هو التعرف على جثث امواتنا واعادتهم». وكان الناطق بإسم البيت الأبيض جوش ارنست قال، في أحد أقوى تصريحاته منذ إسقاط الطائرة الماليزية، إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مذنب في إسقاط الطائرة». وزاد: «نعرف ان الطائرة الماليزية أسقطت بصاروخ أطلق من الأرض في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون ولا يشغل فيها الأوكرانيون أنفسهم في شكل فعلي أسلحة مضادة للطائرات في ذلك الوقت، لذا خلصنا إلى أن فلاديمير بوتين والروس مذنبون في هذه المأساة». في ماليزيا، اعلن رئيس الوزراء نجيب عبدالرزاق انه سيلتقي نظيره الهولندي مارك روته الاربعاء لمناقشة سبل ضمان السماح للمحققين بالوصول إلى موقع اسقاط الطائرة الماليزية. وقال: «سيتطلب ذلك تعاون من يسيطرون على موقع التحطم والقوات المسلحة الأوكرانية». في كندا، دعت منظمة الطيران المدني الدولي (ايكاو) التابعة للأمم المتحدة الى عقد اجتماع خاص بعد غد الثلثاء، يتناول الأخطار المرتبطة بالتحليق فوق مناطق نزاع، وذلك رداً على تحطم الطائرة الماليزية شرق اوكرانيا الانفصالي. وسيضم الاجتماع رؤساء منظمة الطيران الجوي الدولي (اياتا) والمجلس الدولي للمطارات ومنظمة الملاحة الجوية، وسيتناول درس وسائل مناسبة للتخفيف بشكل اكثر فعالية من الأخطار المحتملة التي تطرحها مناطق النزاع على الطيران المدني. وكانت منظمة الطيران المدني الدولي عرضت الأسبوع الماضي مساعدتها للتحقيق في ظروف تحطم الطائرة الماليزية.