- تواصلت في العديد من العواصم والمدن حول العالم التظاهرات المتضامنة مع الفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص، معظمهم من المدنيين، حتى الآن. وشهدت لندن والعديد من المدن البريطانية أمس تظاهرات تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي. كما شهدت نيجيريا والسنغال ومالي الجمعة تظاهرات مماثلة. وشهدت باريس أمس توتراً بعد حظر السلطات الفرنسية منظمي تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، وتحذيرها من احتمال وقوع اعمال عنف. ورغم الحظر نظم ناشطون تجمعاً احتجاجياً في ساحة الجمهورية حاولت قوات الأمن تفريقها، فحصلت مناوشات بين الطرفين استخدمت خلاله قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع واعتقلت 40 شخصاً. وأكد مجلس الدولة، أعلى هيئة للقضاء الإداري في فرنسا، السبت حظر التظاهرة التي كانت مقررة بعد ظهر أمس في باريس. وبعد قرار مجلس الدولة، دعا وزير الداخلية برنار كازانوف الذي استنفر الفي شرطي، «للمرة الأخيرة» المنظمين الى التخلي عن مشروعهم، مشيراً الى انهم سيعتبرون «مسؤولين عن أي إخلال بالأمن وتفرض عليهم عقوبات جزائية». وذكرت مديرية شرطة باريس أن هذه التظاهرة المقررة في ساحة الجمهورية بوسط باريس، تنطوي على مخاطر العنف نفسها التي شكلتها تظاهرتان سابقتان حظرت الأولى في 19 تموز (يوليو) في حي باربيس الشعبي وسمح بالثانية في 13 تموز لكنها تحولت أعمال عنف قرب كنس يهودية غير بعيد من سجن الباستيل. وقال احد المنظمين عدنان بن يوسف إن «الحكومة تسعى الى التصعيد لعرقلة هذه التحرك التضامني مع فلسطين». وأضاف «يعرفون جيدا أن الناس سيأتون بطريقة عفوية»، فيما ارتفعت حصيلة العملية الإسرائيلية في غزة السبت مع العثور على عشرات الجثث بعد وقف وجيز لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس». وكان آلان بوجولا، من الحزب الجديد المناهض للرأسمالية (يسار متطرف) توقع مجيء «آلاف الأشخاص» الى ساحة الجمهورية. وقال «في رأينا، أن كل إخلال بالأمن اليوم سيكون نتيجة خطأ منع التظاهرة التي كنا ننوي تنظيمها بهدوء والذي قررته مديرية الشرطة». وكان الرئيس فرنسوا هولاند أكد في 14 تموز أن ليس وارداً السماح «باستيراد» الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني الى فرنسا. وانتقدت اصوات في فرنسا خطه الديبلوماسي الذي اعتبر قريبا من اسرائيل. ووجه رئيس الوزراء مانويل فالس رسالة تهدئة الى المسلمين في فرنسا، لدى توجهه مساء الجمعة الى مسجد في الضاحية الجنوبية لباريس. وقال «عندما يتبنى مشاغبون شكلاً مضلاً من الإسلام، فان المسلمين هم أول من يعاني من ذلك ، لأن هذه الأفعال تغذي تشويشاً لا يطاق». وأضاف أن «المجموعات المتطرفة تسيء لإيمانكم ولنبل رسالة الإسلام وقيمه على صعيدي الانفتاح والتسامح». وتابع أن «التعبير عن الاستنكار أمر مشروع، وتنظيم تظاهرات حق أساسي، لكن لا شيء يبرر العنف وكراهية الآخر». وذكرت مصادر الشرطة أن قوات الأمن تلقت «تعليمات لاعتماد التشدد» من أجل التدخل «بطريقة سريعة واعتقال» كل من لا يحترم منع التظاهر أو يرفع «شعارات معادية للسامية». وفي حي باربيس، قامت الشرطة بعد الظهر باعتقال أربعة أشخاص كانوا يدعون الى المشاركة في التظاهرة المحظورة، فيما أعربت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش عن قلقهما من القيود على «حرية الاجتماع» في فرنسا. في غضون ذلك، قررت تركيا استئناف رحلاتها الجوية نحو تل أبيب بعد أن اتفقت إسرائيل و «حماس» على تهدئة ل12 ساعة في قطاع غزة. وأعلنت المديرية العامة للطيران المدني التابعة لوزارة النقل التركية على حسابها على «تويتر» أنه «نظراً للتهدئة الحالية رفع حظر الرحلات نحو مطار بن غوريون في إسرائيل في انتظار بيان لاحق». وكانت تركيا قررت مساء الثلثاء تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل بعد سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة على بلدة قريبة جداً من مطار تل أبيب الدولي. ومدد التعليق مراراً لأسباب أمنية. كذلك استأنفت كبرى الشركات الجوية الأميركية والأوروبية رحلاتها الى تل بابي السبت. وقد دخلت تهدئة بين إسرائيل وحماس مدتها 12 ساعة قيد التنفيذ السبت في اليوم التاسع عشر من النزاع في قطاع غزة بعد مساع ديبلوماسية حثيثة استؤنفت في باريس من أجل التوصل الى تهدئة دائمة للنزاع الذي أسفر حتى الآن عن سقوط أكثر من ألف قتيل بين الفلسطينيين.