هذا الذي تذبل البأساء وردته، ترصع برحاها أيامه، فتجعل اليوم شهراً وما بين الهلالين عاماً في تقويمٍ صفحاته أحزان، وأرقامه مكلومة.. تتلعثم أصابعه للقبض على أرغفة يذهب بها إلى الذين يحبهم، لم ينسهم على رغم المشقة والصغر. هذا الذي سطت على أيامه الحاجة، فجعلت منه رجلاً قبل الأوان، بعقد أو عقدين، تركض الأحزان بين ملامحه، علَّ رزقاً يتنزّل فيملأ طبقاً خاوياً بين يديه، حمله مقلوباً دون قصد، وربما بقصدٍ؛ في زمنٍ أضحت معاييره مقلوبة. بنعلين أصابهما الحفاء، وملابس تكاد تقيه البرد، يغتال الزمهرير، يتخبط بين الهرولة والتهادي، لا يعلم إن كان يسرع إلى تلك الأفواه التي أعياها انتظاره، وفرحٍ بلقمات الإنسان الأول، أو يتهادى لعل مزيداً يأتيه في تلك الطريق الجبرية، أو خجلاً من عدم تمام مهمة تعصى على رجال... رحماك ربي بتلك الأصابع الطرية. hassanAbusalah@ [email protected]