واشنطن، كابول – رويترز، أ ف ب - كشف مسؤولون أميركيون ان ادارة الرئيس باراك اوباما لمحت الى استعدادها قبول فرض ضوابط أقل تشدداً على خمسة معتقلين بارزين من حركة «طالبان» في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، في حال نقلهم الى قطر ضمن صفقة بين الولاياتالمتحدة والحركة لإطلاق محادثات السلام الأفغانية. ويتوقع ان يكثف الخصوم السياسيين لأوباما الذي يشككون في جهوده للتفاوض مع «طالبان» الافغانية، انتقاداتهم في حال نقل المعتقلين الى قطر باعتماد الحد الادنى من الضوابط. ويجب ان ترسل الادارة الأميركية كتاباً رسمياً الى الكونغرس قبل 30 يوماً من اي عملية لنقل سجناء، وهو ما لم يحصل حتى الآن. وأوضح المسؤولون ان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ابلغت قطر، خلال مفاوضات، استعدادها لنقل المعتقلين الخمسة الآن شرط تقديم السلطات القطرية تأكيدات بعدم السماح لهم بمغادرة اراضيها. كما لمحت الى إمكان تخليها عن قيود أكثر صرامة ناقشتها مع القطريين سابقاً، مثل ايداع المعتقلين السجن او اخضاعهم للإقامة الجبرية او تولي قوات الأمن مراقبتهم باستمرار. وأكد المسؤولون «تمسك واشنطن بالترتيبات التي تخدم بالكامل اهدافها لمكافحة الارهاب، وفي مقدمها منع المعتقلين من العودة الى القتال». وعلى رغم تقليص واشنطن الشروط، اعلن مسؤول اميركي ان قطر تحجم عن قبول تقييد سفر معتقلي «طالبان» التي ترفض بدورها إخضاع عملية النقل لأي شروط مشددة. وتعرقل هذه التعقيدات الديبلوماسية المفاوضات بين واشنطن وقطر، وكذلك إجراء محادثات سلام اوسع بين واشنطن ومفاوضي الحركة، علماً ان الادارة الأميركية تعتبر محادثات السلام المأمولة بين كابول و «طالبان» بنداً مهماً ضمن استراتيجيتها لتحقيق الاستقرار في افغانستان التي ستسحب القوات الأجنبية كل قواتها القتالية منها بحلول 2014. الهجمات «المارقة» على صعيد آخر، اكد الكابتن جون كيربي الناطق باسم البنتاغون تعزيز اجراءات الأمن لتجنب الهجمات المارقة للقوات الأفغانية على جنود الحلف الأطلسي (ناتو)، والذين سقط 17 منهم في هجمات مماثلة منذ مطلع السنة. وأمر قائد الحلف في افغانستان (ايساف) الجنرال الأميركي جون الن في «مذكرة تكتيكية» جديدة اصدرها، بعد تشاوره مع السلطات الأفغانية، بضرورة وقوف جندي من الحلف حارساً بسلاحه لدى احتكاك زملاء له مع نظرائهم الأفغان، واعتماد الإجراء ذاته خلال نوم الجنود. وأوضح كيربي ان هذه الأوامر تطبق منذ ان قتل عسكري افغاني مستشارين اميركيين اثنين داخل مكتبهما في مقر وزارة الداخلية في كابول في 25 شباط (فبراير) الماضي. وأشار الى ان غالبية المستشارين الأجانب يتواصلون مع الموظفين الأفغان عبر البريد الالكتروني والهاتف، علماً ان عدداً منهم عاد الى العمل في مباني الوزارات الأفغانية. وفيما وصف كيربي الوضع بأنه «حساس جداً» كونه يؤثر في الثقة القائمة بين الجانبين قبل تسليم القوات الأفغانية مهمات الأمن بالكامل نهاية 2014، قتل شرطي افغاني امس تسعة من زملائه في ولاية باكتيكا (جنوب شرق). وتبنى الهجوم متمردو «طالبان»، وأعلن الناطق باسمهم ذبيح الله مجاهد «ان المهاجم نجح في الفرار».